أخبار دولية

إيلون ماسك يتراجع ويحذف منشوراته المثيرة للجدل ضد ترامب على منصة إكس

في تطور مفاجئ، قام الملياردير إيلون ماسك يوم السبت 7 يونيو 2025 بحذف عدد من المنشورات على منصة “إكس” التي تضمنت هجومًا لاذعًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك اتهامات مثيرة للجدل حول ارتباط ترامب بقضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين.

تفاصيل الحادثة

تصاعدت الخلافات بين ماسك وترامب يوم الخميس 5 يونيو 2025، بعد أن انتقد ماسك بشدة مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يروج له ترامب، واصفًا إياه بـ”المشروع البغيض” الذي سيثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي.

وفي ذروة الخلاف، نشر ماسك منشورًا على “إكس” زعم فيه أن اسم ترامب مدرج في ملفات إبستين، وهي وثائق تتعلق بالتحقيقات في قضية الاتجار بالقاصرين التي تورط فيها إبستين، والذي انتحر في سجنه عام 2019.

كتب ماسك: “حان الوقت لإلقاء القنبلة الكبرى: ترامب في ملفات إبستين، وهذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها”. لكنه لم يقدم أي دليل يدعم ادعاءه.

بحلول صباح السبت 7 يونيو، اختفت هذه المنشورات من حساب ماسك، حيث ظهرت رسالة على “إكس” تقول: “هذه الصفحة غير موجودة” عند محاولة الوصول إليها.

كما حذف ماسك منشورًا آخر رد فيه بـ”نعم” على اقتراح لعزل ترامب واستبداله بنائب الرئيس جي دي فانس، مما أثار جدلًا واسعًا.

ردود فعل ترامب والإدارة الأمريكية

رد ترامب على هذه الاتهامات عبر منصته “تروث سوشيال”، نافيًا أي صلة وثيقة بإبستين، ومؤكدًا أن علاقته به انقطعت قبل وفاته بحوالي 18 عامًا.

وأشار إلى أن ظهور اسمه في سجلات رحلات إبستين لا يعني تورطه في أي أنشطة غير قانونية. كما هاجم ترامب ماسك، واصفًا إياه بأنه “فقد عقله”، وهدد بإلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك مثل “سبيس إكس” و”تسلا”، معتبرًا أن ذلك سيوفر مليارات الدولارات للميزانية الأمريكية.

من جانبها، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت ادعاءات ماسك بأنها “حادثة مؤسفة”، مشيرة إلى أنها تعكس استياء ماسك من مشروع القانون الذي لا يتضمن السياسات التي يدعو إليها، مثل دعم صناعة السيارات الكهربائية.

خلفية العلاقة بين ماسك وترامب

كان ماسك وترامب حليفين مقربين خلال الحملة الانتخابية لعام 2024، حيث تبرع ماسك بأكثر من 200 مليون دولار لدعم ترامب، وقاد إدارة “DOGE” لتحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية.

لكن العلاقة تدهورت بسرعة بعد استقالة ماسك من منصبه الأسبوع الماضي، وبدء انتقاداته العلنية لسياسات ترامب.

وفي تصريحات لاحقة، ادعى ماسك أن ترامب لم يكن ليفوز بالانتخابات لولا دعمه المالي والسياسي.

تداعيات الحذف

حذف ماسك لمنشوراته أثار تكهنات حول احتمالية تراجعه عن تصعيد الخلاف. وردًا على منشور للمدير التنفيذي بيل أكمان الذي دعا إلى الوحدة بين الطرفين، كتب ماسك: “لست مخطئًا”، مما قد يشير إلى رغبته في تهدئة التوترات دون التراجع الكامل عن موقفه.

في المقابل، أفادت تقارير بأن البيت الأبيض يسعى لترتيب مكالمة بين ترامب وماسك لاحتواء الأزمة.

سياق ملفات إبستين

تتعلق ملفات إبستين بوثائق التحقيقات الفيدرالية الأمريكية حول أنشطة جيفري إبستين، الذي اتهم بالاتجار بالقاصرين.

تضمنت الوثائق أسماء شخصيات بارزة مثل ترامب والرئيس السابق بيل كلينتون، لكن ظهور اسم شخص في هذه الملفات لا يعني بالضرورة تورطه في أنشطة غير قانونية.

وفد أُفرج عن جزء كبير من هذه الوثائق في يناير وفبراير 2025، لكن بعضها لا يزال محتجزًا، مما أثار نظريات المؤامرة.

يُعد حذف منشورات ماسك إشارة محتملة إلى محاولة لتخفيف حدة الخلاف مع ترامب، خاصة بعد تأثيرها السلبي على أسهم “تسلا”، التي هبطت بنسبة 14% بعد التصعيد.

ومع ذلك، فإن هذا الخلاف يكشف عن توترات عميقة بين اثنين من أبرز الشخصيات العالمية، مما قد يؤثر على السياسة الأمريكية والاقتصاد، خاصة في ظل الدور الكبير الذي تلعبه شركات ماسك في السوق والعلاقات الحكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى