أخبار دولية

عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية تدمر 10% من قاذفات روسيا الاستراتيجية

أعلن مسؤول عسكري ألماني كبير أن الهجوم الأوكراني المعروف باسم “شبكة العنكبوت”، الذي نفذ في الأول من يونيو 2025، ألحق أضرارًا بنحو 10% من أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، مستهدفًا أربع قواعد جوية روسية باستخدام طائرات مسيرة.

تفاصيل الهجوم وأهدافه

كشف الميجور جنرال كريستيان فرويدنج، المنسق للمساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا، في تسجيل صوتي يوم 7 يونيو 2025، أن الهجوم أصاب أكثر من 12 طائرة، تشمل قاذفات استراتيجية من طرازي “تو-95” و”تو-22″، وطائرات استطلاع “إيه-50″، التي تشبه أنظمة الإنذار المبكر (أواكس) التابعة لحلف الناتو. وأوضح أن الطائرات كانت تستعد لشن هجمات على أوكرانيا، مما يبرز التوقيت الاستراتيجي للعملية.

حجم الخسائر

أشار فرويدنج إلى أن طائرات “إيه-50” المتضررة، النادرة في الترسانة الروسية، لم تكن جاهزة للعمل أثناء الهجوم، لكنها أصبحت غير صالحة حتى للاستخدام كقطع غيار، مما يمثل خسارة كبيرة نظرًا لمحدودية عددها.

وأكد أن الهجوم أضر بنحو 10% من أسطول القاذفات بعيدة المدى، وهي جزء حيوي من “الثالوث النووي” الروسي.

من جانبها، قدرت الولايات المتحدة أن الهجوم أصاب حوالي 20 طائرة، مع تدمير 10 منها بالكامل، بينما زعمت أوكرانيا إلحاق أضرار بأكثر من 40 طائرة، أي حوالي ثلث الأسطول الروسي.

تنفيذ العملية

اعتمدت أوكرانيا على طائرات مسيرة خفيفة ومنخفضة التكلفة، تم تهريب 117 منها إلى روسيا داخل هياكل خشبية محمولة على شاحنات، وأُطلقت من مواقع قريبة من القواعد المستهدفة، مثل قاعدة بيلايا في إيركوتسك، وديجليفو، وإيفانوفو سيفيرني، وأولينيا.

أظهرت صور أقمار صناعية بتاريخ 4 يونيو 2025 طائرات مدمرة في قاعدة بيلايا، مع مقاطع فيديو تُظهر حرائق تلتهم قاذفات. وأكد جهاز الأمن الأوكراني (SBU) مسؤوليته عن العملية، مشيرًا إلى خسائر قدرت بنحو 7 مليارات دولار.

رد فعل روسيا

أقرت وزارة الدفاع الروسية باندلاع حرائق في طائرات بمنطقتي مورمانسك وإيركوتسك، لكنها قللت من حجم الخسائر، مؤكدة صد هجمات على مطارات أخرى في إيفانوفو، ريازان، وأمور.

ردًا على ذلك، شنت روسيا هجومًا مضادًا يوم 6 يونيو بأكثر من 400 طائرة مسيرة و40 صاروخًا، استهدفت مدنًا أوكرانية مثل كييف وخاركيف، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

التأثير الاستراتيجي

تُعد “شبكة العنكبوت” من أكثر الهجمات الأوكرانية جرأة، حيث اخترقت الدفاعات الروسية بعمق يصل إلى 4300 كم.

كشفت العملية عن نقاط ضعف في الدفاعات الجوية الروسية، مما زاد الضغط على أسطولها المتبقي. وأكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن الهجوم يهدف إلى إضعاف قدرات روسيا الصاروخية وتعزيز موقف كييف في مفاوضات السلام المزمعة في إسطنبول. ورغم الخسائر، تبقى القدرات النووية الروسية قوية بفضل 67 قاذفة ثقيلة وأساطيل بحرية وصواريخ باليستية.

مثّلت العملية ضربة موجعة لروسيا، كشفت عن ثغرات دفاعية وأثرت نفسيًا على قيادتها.

ومع استمرار التوترات، قد تؤثر هذه الخسائر على ديناميكيات الحرب والمفاوضات المستقبلية، لكنها لا تغير بشكل جذري التوازن النووي الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى