اجتماع دمشق: خطوة جديدة نحو تنفيذ اتفاق بين الحكومة السورية وقسد لتعزيز وحدة البلاد

شهدت العاصمة السورية دمشق، يوم الأحد 1 يونيو 2025، اجتماعًا هامًا جمع بين وفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) و”الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، ولجنة حكومية مكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاق العاشر من مارس 2025 الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي.
وأكد العميد زياد العايش، عضو اللجنة الحكومية، أن اللقاء تميز بأجواء إيجابية تعكس روح المسؤولية والالتزام المشترك بالمصلحة الوطنية.
تفاصيل الاجتماع وأبرز الملفات
ركز الاجتماع على عدد من القضايا الحيوية، حيث تم التوافق على تشكيل لجان فرعية متخصصة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق التاريخي الموقع في مارس.
هذه اللجان ستشمل مجالات إدارية، عسكرية، أمنية، واقتصادية، بهدف ضمان تطبيق الاتفاق بشكل كامل وسريع. كما تناول اللقاء ملفات حساسة مثل تسهيل عودة المهجرين إلى مناطقهم، وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك، إلى جانب ضمان حقوق الطلاب في إجراء الامتحانات وسلامة العملية التعليمية في المناطق المختلفة.
إعادة تفعيل اتفاق حلب
شهد الاجتماع توافقًا على إعادة تفعيل الاتفاق الخاص بحيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، مع التركيز على معالجة التحديات المرتبطة بهذه المناطق لتعزيز الاستقرار والسلم الأهلي.
وأكد الطرفان التزامهما بالحوار المستمر والتعاون لدعم وحدة سوريا وسيادتها، مع التشديد على أهمية عدم إقصاء أي مكون من مكونات الشعب السوري في بناء مستقبل البلاد.
خطوات مستقبلية
اتفق الطرفان على عقد اجتماع آخر في القريب العاجل لمواصلة النقاشات ومتابعة تنفيذ القرارات المتفق عليها، دون تحديد موعد محدد بعد.
وكشف مصدر مطلع شارك في اللقاء أن هناك خطوات عملية لتشكيل اللجان المتخصصة بشكل عاجل لتسريع عملية دمج مؤسسات قسد ضمن هيكلية الدولة السورية، بما يشمل المؤسسات العسكرية والمدنية.
خلفية الاتفاق
يأتي هذا اللقاء في إطار استكمال اتفاق العاشر من مارس 2025، الذي وقّعه الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي، والذي يهدف إلى دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة السورية، وضمان حقوق المواطنة والمشاركة السياسية للمجتمع الكردي، إلى جانب وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية.
ومنذ توقيع الاتفاق، قامت وفود حكومية بزيارة مناطق سيطرة قسد ثلاث مرات، مما يعكس جدية الطرفين في دفع المسار التفاوضي قدماً.
أهمية اللقاء
يُعد هذا الاجتماع خطوة جديدة نحو تعزيز الاستقرار في سوريا، حيث يعكس التزام الطرفين بحل الخلافات عبر الحوار والتعاون، مع التركيز على توحيد المؤسسات وإنهاء الانقسامات.
وتُظهر الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء إرادة مشتركة لتحقيق تقدم ملموس يخدم وحدة البلاد وسلامة مواطنيها.