
عثر فريق التنقيب في تلة “كُلوأوبا” بمنطقة “سييتجازي” التابعة لولاية إسكيشهير، شمال غرب تركيا، على رغيف خبز يعود تاريخه إلى أكثر من 5 آلاف عام، وذلك خلال أعمال الحفر الجارية في الموقع منذ عام 1996.
أوضح رئيس فريق الحفر، البروفيسور مراد توركتكي أنهم وجدوا الرغيف داخل غرفة خلفية في أحد المنازل المدفونة بالتلة، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف يُعد الأول من نوعه من حيث الشكل والمكونات وطريقة التحضير.
وقال توركتكي: “هذا أول نموذج نعرف أنه خُبز بالفعل وتم تخميره، ولم يُعثر على أي شبيه له حتى الآن. تم وضعه عمدًا في هذا المكان بعد خبزه”.
وأضاف أن التحليلات الدقيقة كشفت عن وجود بقايا نباتية تُعرف باسم “الفايتوليت”، وهي بقايا أوراق تُستخدم أحيانًا خلال عملية التخمير، وقد تركت أثرها على سطح الرغيف.
أظهر فحص المجهر أن الرغيف يحتوي على نوع نادر من القمح يُعرف باسم “قمح جيرنيك”، وهو نوع لا يزال موجودًا حتى اليوم لكنه يُزرع بكميات محدودة.
يمثل هذا القمح نحو 90% من مكونات الرغيف، وظهر على شكل حبوب كبيرة بسبب صعوبة الطحن في ذلك الزمن، حيث كان يُطحن على حجر البازلت.
كما تم الكشف عن وجود عدس ضمن المكونات، في إشارة إلى تنوع النظام الغذائي في تلك الحقبة.
وأشار توركتكي إلى أن الرغيف تم خبزه على درجة حرارة تزيد عن 150 درجة مئوية، وقد احترق جزئيًا، الأمر الذي ساعد على حفظه طوال هذه القرون.
وعُثر على الرغيف أثناء التنقيب عند مدخل منزل أثري يعود إلى ما يقارب سنة 3300 قبل الميلاد.
وكان الرغيف دائريًا، يبلغ قطره نحو 12 سنتيمترًا، ويشبه شكل الكعكة المسطحة، وقد وجد مدفونًا مباشرة عند العتبة، في موقع يُعتقد أنه كان يُستخدم شعائريًا.
ورغم أن الاكتشاف جرى في سبتمبر 2024، فقد تم الإعلان عنه مؤخرًا، تم عرض الرغيف التاريخي بحضور والي إسكيشهير ورئيسة بلديتها، عائشة أونلوجا، حيث قُدم تحت اسم “خبز كُلوأوبا”، في متحف إسكيشهير للآثار، حيث أثار اهتمامًا محليًا ودوليًا واسعًا.
وقالت أونلوجا إنهم أعادوا إنتاج الوصفة القديمة بطريقة يدوية، حيث يتم خبز 300 رغيف يوميًا من “خبز كُلوأوبا” الذي يباع للجمهور.
يُذكر أن منطقة “كُلوأوبا” كانت موطنًا لحضارة “الحثيين الأوائل” أو شعب “الحتيين” الذين سبقوا الإمبراطورية الحثية، وكانت المدينة القديمة مركزًا زراعيًا وتجاريًا مهمًا في وسط الأناضول.