
كشف تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) أن إنفلونزا الطيور لم تعد محصورة في نطاق الأمراض الحيوانية فقط، بل تحولت إلى تهديد عالمي يمس البيئة والأمن الغذائي والتجارة الدولية، إلى جانب المخاوف المتزايدة على صحة الإنسان.
أشار التقرير إلى أن عدد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور بين الثدييات تضاعف خلال عام 2024 ليصل إلى 1.022 حالة، مقارنة بـ 459 حالة فقط في عام 2023.
كما سجلت 2.570 حالة إصابة بين الطيور غير الداجنة، منها 1.548 في الطيور البرية، بينما وقعت 943 حالة بين الطيور الداجنة.
أدى الوباء إلى خسارة أكثر من 82 مليون طائر داجن خلال عام واحد فقط، فيما تجاوز عدد الطيور التي تم التخلص منها في آخر عشرين عامًا بسبب الفيروس 633 مليون طائر.
تزداد المخاوف من انتقال الفيروس إلى البشر، خاصة بعد تسجيل 67 حالة مؤكدة في الولايات المتحدة، بينها حالة وفاة، إثر تفشي الفيروس بين الدواجن والأبقار. ورغم عدم رصد إصابات بشرية في أوروبا حتى الآن، إلا أن المنظمة العالمية لصحة الحيوان حذرت من أن ازدياد إصابات الثدييات يرفع من احتمال تكيف الفيروس للانتقال بين الثدييات ومن ثم إلى البشر.
وأشار التقرير إلى أن إنفلونزا الطيور تسببت في “نفوق جماعي غير مسبوق” للطيور البرية، مهددة بذلك استقرار الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي.
وشملت الخسائر مستعمرات تكاثر كاملة لأنواع من الطيور البحرية والجارحة والمائية.
كما أدى تفشي الفيروس إلى اضطرابات في سلاسل الغذاء، وأنماط هجرة الطيور، والتسبب في فرض قيود تجارية مشددة في عدد من الدول.
من بين أبرز الأمثلة، تعليق تصدير الدواجن من البرازيل إلى الاتحاد الأوروبي بعد تسجيل البلاد لإصابات بالفيروس، ما أفقدها صفة “خالية من إنفلونزا الطيور شديدة الخطورة”.
رغم الاعتماد التقليدي على إجراءات مثل الأمن الحيوي والمراقبة المستمرة، إلا أن المنظمة العالمية لصحة الحيوان أكدت أن الوضع الحالي “يتطلب تحركًا فوريًا يتجاوز الإجراءات التقليدية”.
ويبدو أن اللقاحات قد توفر حلًا فعالًا، ليس فقط للحد من تفشي العدوى، بل أيضًا لتقليل حدتها.
ففي أكتوبر 2023، أطلقت فرنسا أول حملة تطعيم وطنية للبط، مما أسهم في تقليص عدد حالات التفشي من 700 إلى 10 فقط.
كما بدأت بعض الدول في تحصين العمال المعرضين للإصابة، مثل العاملين في مزارع الدواجن.
ووفقًا للمفوضية الأوروبية، فقد تم شراء 665 ألف جرعة لقاح “ما قبل الجائحة” العام الماضي، مع خيار لشراء 40 مليون جرعة إضافية خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأصبحت فنلندا أول دولة تبدأ فعليًا في تطعيم البشر ضد الفيروس، بعد استلامها أول دفعة من اللقاحات.