
في الأول من يونيو 2025، حذرت إيران الدول الأوروبية من استغلال تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) الذي تم تسريبه مؤخرًا لأغراض سياسية.
وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، صرح بأن إيران سترد “بالشكل المناسب” إذا استخدمت الدول الأوروبية التقرير لتصعيد الضغوط السياسية أو الدبلوماسية ضد طهران.
التصريح نقلته وكالة فرانس برس وتم تداوله عبر عدة وسائل إعلام عربية وعالمية.
– محتوى التقرير: وفقًا لمنشورات على منصة X وتقارير إعلامية، كشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%، حيث ارتفع المخزون بمقدار 133.8 كيلوغرام خلال الفترة الأخيرة.
هذا المستوى من التخصيب يثير قلق الدول الغربية لأنه قريب من النسبة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية (90%)، على الرغم من تأكيد إيران أن برنامجها النووي سلمي.
– اتهامات إيران: رفضت إيران محتوى التقرير، واصفة إياه بأنه “يفتقر إلى المهنية” ويستند إلى “وثائق مزورة” مصدرها إسرائيل.
كما اتهمت طهران الوكالة بالخضوع لضغوط سياسية من الدول الغربية، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا (الترويكا الأوروبية) بدعم من الولايات المتحدة.
السياق الدبلوماسي:
– قرار مجلس المحافظين (نوفمبر 2024): في نوفمبر 2024، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا ينتقد إيران لعدم تعاونها الكافي مع الوكالة، خاصة فيما يتعلق بتفسير آثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة.
القرار، الذي قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدعم أمريكي، أيده 19 عضوًا من أصل 35، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت. طالب القرار إيران بتقديم تفسيرات حول آثار اليورانيوم والسماح بأخذ عينات.
– تاريخ التوترات: التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست جديدة. في ديسمبر 2023، أشار تقرير للوكالة إلى أن إيران كثفت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في محطتي نطنز وفردو، مما اعتبرته الدول الغربية تصعيدًا نوويًا بدون مبرر مدني موثوق. إيران ردت بأن هذه الخطوات تأتي في إطار حقها في تطوير برنامجها النووي السلمي.
– ردود فعل سابقة: في الماضي، ردت إيران على انتقادات الوكالة بتكثيف أنشطتها النووية وتقليص تعاونها، مثل منع مفتشي الوكالة من دخول البلاد أو تعليق تصاريح بعضهم.
مسؤول إيراني كبير حذر في نوفمبر 2024 من أن قرارات جديدة ضد إيران قد تدفعها لفرض قيود إضافية على التعاون مع الوكالة.
موقف إيران:
– رفض امتلاك أسلحة نووية: أكدت إيران مرارًا أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، معتبرة ذلك “غير مقبول”، لكنها تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.
– التفاوض ورفع العقوبات: تسعى إيران للتوصل إلى اتفاق يرفع العقوبات الغربية المفروضة عليها، وترى أن الضغوط الحالية تهدف إلى عرقلة المفاوضات.
بعض المحللين، مثل عمرو أحمد، أشاروا إلى أن إيران تريد تهدئة الأوضاع في المنطقة وتجنب التصعيد مع إسرائيل، مع التركيز على إنهاء العقوبات.
– اتهامات لإسرائيل: إيران تتهم إسرائيل بتزويد الوكالة بمعلومات مضللة لتشويه سمعة برنامجها النووي، وهو ما رددته في بيان مشترك لوزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
موقف الدول الأوروبية:
– الضغط على إيران: الدول الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بدعم من الولايات المتحدة تسعى لزيادة الضغط على إيران من خلال مجلس محافظي الوكالة.
يهدف ذلك إلى دفع إيران لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية، خاصة مع اقتراب انتهاء اتفاق 2015 في أكتوبر 2025.
– مشروع قرار جديد: هناك تقارير تشير إلى أن الدول الأوروبية تخطط لتقديم قرار جديد في اجتماع مجلس المحافظين المقرر في 9 يونيو 2025، لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، وهي خطوة قد تكون الأولى من نوعها منذ عقدين. هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد دبلوماسي كبير.
– رد إيران المحتمل: لم تحدد إيران طبيعة “ردها المناسب”، لكن استنادًا إلى سوابقها، قد تشمل الخطوات تكثيف تخصيب اليورانيوم، تقليص التعاون مع الوكالة، أو تعليق المفاوضات النووية. هذا قد يزيد التوترات الإقليمية، خاصة مع إسرائيل التي تدفع باتجاه مواجهة عسكرية.
– التأثير على المفاوضات: المفاوضات النووية، التي توقفت في يونيو 2024، تواجه تحديات مع عودة دونالد ترامب المتوقعة إلى الرئاسة الأمريكية في يناير 2025، حيث يعارض التفاوض مع إيران. الدول الأوروبية كانت تأمل في التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء اتفاق 2015، لكن موقف إيران الحالي قد يعقد هذه الجهود.
– دور إسرائيل: تتهم إيران إسرائيل بالوقوف وراء التقارير التي تستهدف برنامجها النووي، وهو ما قد يزيد من التوترات في المنطقة، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تدعو لضربة عسكرية ضد إيران.
– تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد استمرار إيران في عدم التعاون الكامل، خاصة فيما يتعلق بمواقع نووية غير معلنة.
– تصريحات إعلامية من قنوات مثل الميادين والعربية أشارت إلى أن إيران ترى التقرير كجزء من حملة سياسية للترويكا الأوروبية لتصعيد الضغوط عبر مجلس المحافظين
https://x.com/DrSSIRAQ/status/1928847513114521913
إيران تحذر من استغلال تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأغراض سياسية، معتبرة أن التقرير متحيز ويستند إلى مزاعم إسرائيلية.
تصريحات عباس عراقجي تعكس موقفًا صلبًا يهدف إلى ردع الدول الأوروبية من اتخاذ قرارات جديدة ضدها في مجلس المحافظين. مع اقتراب اجتماع الوكالة في 9 يونيو 2025، يبقى الوضع مشحونًا بالتوترات، مع احتمال تصعيد دبلوماسي أو حتى عسكري إذا استمرت الضغوط الغربية. الوضع يعتمد على تطور المفاوضات النووية ومدى استعداد إيران والغرب لتقديم تنازلات.