أخبار عربيةتقارير

تفشي الكوليرا في الخرطوم يودي بحياة 70 شخصًا في يومين وسط أزمة صحية متفاقمة

أعلنت وزارة الصحة السودانية عن وفاة 70 شخصًا بسبب تفشي وباء الكوليرا في العاصمة الخرطوم خلال يومين فقط، في ظل تدهور حاد في الأوضاع الصحية والبنية التحتية بالبلاد.

وأفادت الوزارة في بيان رسمي يوم الثلاثاء بتسجيل 2729 إصابة و172 وفاة خلال أسبوع واحد، مع تركز 90% من الحالات الجديدة في ولاية الخرطوم.

وأشارت تقارير سابقة إلى أن 51 شخصًا لقوا حتفهم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من مايو 2025، في بلد يعاني من نزوح 70% من سكانه وتوقف 90% من محطات ضخ المياه عن العمل، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وأثارت نقابة أطباء السودان حالة من القلق الشديد، مؤكدة أن العدد الحقيقي للوفيات قد يكون أعلى بكثير، مع تسجيل مئات الوفيات في العاصمة وحدها.

تعاني مستشفيات الخرطوم من نقص حاد في المحاليل الوريدية ومصادر المياه النظيفة، إلى جانب شبه انعدام أجهزة التعقيم، مما يفاقم الأزمة.

وأدت هجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع قبل انسحابها الأسبوع الماضي إلى تدمير ثلاث محطات كهرباء في الخرطوم، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لأيام وتعطيل محطات معالجة المياه.

ونتيجة لذلك، توقفت هذه المحطات عن توفير مياه نظيفة من نهر النيل، مما دفع السكان إلى الاعتماد على مياه النيل غير المعالجة.

وقال أحد سكان أم درمان، بشير محمد، إن السكان باتوا يحصلون على المياه مباشرة من النيل عبر عربات تجرها الحمير، حيث يتم نقلها في براميل دون معالجة.

وأكد طبيب في مستشفى النو بأم درمان أن هذه المياه غير المعالجة هي السبب الرئيسي وراء انتشار الكوليرا، وهو مرض معوي حاد ينتقل عبر الطعام والمياه الملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا، وقد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم يُعالج.

الكوليرا مرض متوطن في السودان، لكن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات زادت من حدة انتشاره بسبب انهيار النظام الصحي وتدمير البنية التحتية.

وتشير تقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توقف 70 إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة عن العمل، بينما اضطرت 90% من المستشفيات إلى الإغلاق مؤقتًا بسبب الاشتباكات.

أمام هذا الوضع، أطلق متطوعون في غرف الطوارئ نداءً عاجلاً لجذب المزيد من الكوادر الطبية المؤهلة لدعم المستشفيات التي تعاني من اكتظاظ المرضى. وقال أحد المتطوعين إن أعداد المرضى تتجاوز طاقة المستشفيات، حيث يضطر بعض المرضى للانتظار على الأرض في الممرات بسبب نقص الأسرّة والكوادر الطبية.

في سياق متصل، أعلن وزير الصحة السوداني عن توفير جرعات تطعيم ضد الكوليرا للولايات المهددة، في محاولة لاحتواء الوباء.

ومع استمرار الحرب التي تسببت في نزوح 13 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف، توصف الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأسوأ عالميًا، وفقًا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى