الحكومة المصرية تتصدى لتهديد وبائي يهدد 22 مليون طائر

في الأيام الأخيرة، تلقت السلطات المصرية تحذيرات وبلاغات تفيد بوجود خطر يهدد حياة حوالي 22 مليون طائر، مع احتمال تأثير هذا الخطر على صحة الأفراد الذين يتعاملون مع هذه الطيور.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن مجلس الوزراء المصري صباح الخميس 29 مايو 2025، استقبلت وزارة الصحة ما يقرب من 100 ألف بلاغ خلال الأشهر الخمسة الماضية من مواطنين في مختلف أنحاء البلاد، يشيرون إلى إصابة طيور مثل الدجاج والبط والأوز والسمان بفيروسات وبائية، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري ويشكل خطرًا على من يتعامل معها.
وأوضح البيان أن وزارة الصحة تلقت هذه البلاغات عبر برنامج الترصد الصحي، حيث تم التحقق منها على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ومن بين هذه البلاغات، تم تحويل حوالي 3500 حالة مشتبه بها إلى الطب البيطري بوزارة الزراعة لإجراء فحوصات دقيقة.
وأكد البيان أن الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة تشمل تعزيز الترصد الروتيني في المستشفيات بجميع المحافظات، إلى جانب برنامج الترصد المعتمد على الأحداث، الذي يهدف إلى اكتشاف أي تهديدات صحية محتملة بسرعة والاستجابة لها فورًا من خلال تدابير وقائية فعالة.
من جانبها، كلفت وزارة الزراعة فرقها البيطرية بفحص عينات من الإنتاج الداجني للتأكد من سلامته. وقد قامت لجان متخصصة بزيارة 3492 مزرعة تضم أكثر من 22.5 مليون طائر، تشمل الدجاج والبط والرومي والأوز والسمان.
وأظهرت النتائج أن نسبة الإصابات في المزارع التي تم فحصها لم تتجاوز 3%، وهي نسبة تُعتبر ضمن الحدود الطبيعية. كما تم إرسال عينات من المزارع المشتبه بها إلى المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني، حيث أكدت الفحوصات استقرار الوضع الوبائي في مزارع الدواجن.
وأشار البيان إلى أن الإنتاج الداجني يُعد مصدرًا رئيسيًا للبروتين الحيواني في مصر، حيث حققت البلاد الاكتفاء الذاتي منه.
ومنذ بداية عام 2025، تم تحصين أكثر من 4.5 مليون طائر في التربية المنزلية والحضانات، مع تنفيذ عمليات تقصٍ نشطة ورقابة ميدانية مستمرة للكشف عن أي تحورات فيروسية أو إصابات قد تؤثر على الإنتاج الداجني.
وأضاف البيان أن الفرق الوقائية في جميع المحافظات تقوم بفحص دقيق لأي حالات اشتباه، خاصة بالقرب من مزارع الدواجن والأسواق، لضمان الكشف المبكر عن أي إصابات.
كما تعمل وزارة الصحة على تعزيز الفرق الطبية في المستشفيات والوحدات الصحية للتعامل الفوري مع أي حالات تظهر عليها أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة الحرارة نتيجة التعامل مع الطيور.
وأكدت الحكومة على أهمية التوعية بالإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الطيور، وطهي اللحوم والبيض بشكل كامل، وتجنب الاقتراب من الطيور التي تُظهر أعراضًا مرضية.
وأشار المركز الإعلامي لمجلس الوزراء إلى توافر جميع التحصينات اللازمة للطيور من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية والوحدات البيطرية في جميع أنحاء الجمهورية.
كما يتم إجراء فحوصات دورية شاملة للطيور من خلال سحب عينات وتحليلها في معمل بحوث صحة الحيوان للتأكد من خلوها من الأمراض.
وفي حال اكتشاف أي بؤر وبائية، يتم اتخاذ الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة فورًا لاحتواء الموقف.
بهذه الجهود المنسقة، تسعى الحكومة المصرية إلى حماية الإنتاج الداجني وضمان سلامة المواطنين، مع الحفاظ على استقرار هذا القطاع الحيوي.