ألمانيا تدعم أوكرانيا بتطوير صواريخ بعيدة المدى بلا قيود.. وروسيا تدعو لمحادثات سلام في إسطنبول

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الأربعاء 28 مايو 2025، التزام بلاده بمساعدة أوكرانيا على تطوير صواريخ بعيدة المدى محلية الصنع، خالية من القيود التي كان الغرب يفرضها على مداها أو أهدافها.
يأتي هذا الإعلان في إطار دعم أوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد روسيا، وسط حرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح ميرتس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين، أن هذا التعاون المعزز يهدف إلى تمكين الجيش الأوكراني من حماية بلاده بفعالية، بما في ذلك استهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.
وأشار ميرتس إلى أن ألمانيا، التي تُعد ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، ستوفر الدعم الفني والمالي لإنتاج هذه الصواريخ، التي قد تُصنع في كل من أوكرانيا وألمانيا.
ووقّع وزيرا الدفاع في البلدين مذكرة تفاهم لتطوير هذه الأنظمة الصاروخية، دون الكشف عن تفاصيل الشركات المصنعة أو الأنواع المحددة للأسلحة.
وأكد ميرتس أن هذه الخطوة تمثل بداية لتعاون عسكري-صناعي جديد بين البلدين، مع الإبقاء على سياسة “الغموض الاستراتيجي” بشأن التفاصيل.
في سياق متصل، أثارت هذه الخطوة قلق الكرملين، حيث اعتبر المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أن دعم ألمانيا لتطوير هذه الصواريخ يشكل عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق سلام.
وكانت بعض الأسلحة المتقدمة التي قدمتها دول الغرب لأوكرانيا، مثل صواريخ “ستورم شادو” البريطانية و”سكالب” الفرنسية، خاضعة لقيود على المدى والأهداف، خشية أن تؤدي ضربات داخل روسيا إلى تصعيد الصراع وربما جر الناتو إلى حرب مباشرة.
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اليوم نفسه، إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول يوم 2 يونيو 2025.
وأوضح لافروف في بيان مصور أن روسيا ستقدم مذكرة توضح موقفها بشأن “معالجة الأسباب الجذرية للأزمة”، وأن الوفد الروسي سيقوده مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي.
وأعرب عن أمله في أن يدعم المجتمع الدولي هذه المبادرة لتحقيق تقدم في عملية السلام.
في المقابل، أبدت أوكرانيا استعدادها للمشاركة في المحادثات، لكنها اشترطت أن تقدم روسيا مذكرتها مسبقًا لضمان جدية اللقاء.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف على منصة “إكس” أن بلاده لا تعارض المفاوضات، لكنها تنتظر وثيقة روسيا الموعودة لمراجعتها، مشيرًا إلى أن المهلة المتبقية أمام موسكو لا تتجاوز أربعة أيام.
وكانت جولة سابقة من المحادثات المباشرة بين البلدين قد عُقدت في إسطنبول يوم 16 مايو 2025، ولم تسفر عن اختراق كبير، رغم الاتفاق على أكبر عملية تبادل أسرى في الحرب، شملت إطلاق سراح 1000 أسير من كلا الطرفين.
يأتي هذا التطور وسط تصعيد عسكري مستمر، حيث شهدت أوكرانيا هجمات روسية مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة، بما في ذلك هجوم كبير على العاصمة كييف ومدينة خاركيف، مما دفع زيلينسكي إلى اتهام روسيا بتعمد إطالة أمد الصراع.
في الوقت نفسه، أكد ميرتس وزيلينسكي رفضهما لتأخير روسيا في تقديم مذكرة السلام، معتبرين أن الهجمات الأخيرة تتناقض مع لغة السلام.