اقتصاد وتكنولوجيا

«ستارشيب» تفقد السيطرة بعد 30 دقيقة من إطلاقها التجريبي التاسع في تكساس

شهدت مركبة “ستارشيب” التابعة لشركة “سبيس إكس”، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، حادثة جديدة خلال رحلتها التجريبية التاسعة غير المأهولة، حيث فقدت السيطرة بعد نصف ساعة من إطلاقها من منشأة “ستاربيس” في جنوب تكساس قرب براونزفيل، لتعود إلى الأرض بشكل غير متوقع.

انطلقت المركبة، التي تتكون من مرحلتين، محمولة على معزز “سوبر هيفي” الضخم المزود بـ33 محركًا من طراز “رابتور”، حوالي الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش.

كانت هذه الرحلة مميزة باستخدام معزز “سوبر هيفي” سبق أن طار في اختبار سابق، في خطوة تهدف إلى إثبات إمكانية إعادة استخدامه. لم يكن الهدف إعادة المعزز إلى منصة الإطلاق، بل الهبوط المتحكم به في خليج المكسيك.

بعد دقائق من الإطلاق، انفصل معزز “سوبر هيفي” عن المرحلة العليا لـ”ستارشيب” كما هو مخطط، لكنه فقد الاتصال أثناء هبوطه، مما أدى إلى غرقه في البحر بدلاً من الهبوط المتحكم به.

واصلت المرحلة العليا صعودها إلى الفضاء، ونجحت في الوصول إلى مسار شبه مداري بعد حوالي تسع دقائق من الإطلاق. لكن بعد 30 دقيقة، أعلنت “سبيس إكس” أن تسربًا في نظام الوقود تسبب في دوران المركبة بشكل خارج عن السيطرة، مما حال دون إتمام المهام المخطط لها، بما في ذلك نشر ثماني أقمار صناعية تجريبية لـ”ستارلينك” وإعادة إشعال أحد محركات “رابتور” في الفضاء.

كان من المفترض أن تختتم “ستارشيب” رحلتها بالهبوط المتحكم به في المحيط الهندي، لكن تسرب الوقود أدى إلى إلغاء هذا الهدف، وتحطمت المركبة أثناء عودتها غير المنضبطة إلى الغلاف الجوي.

وقال معلق من “سبيس إكس” خلال البث المباشر: “لن نتمكن من تحقيق الهبوط كما خططنا، وفرص النجاح أصبحت ضئيلة للغاية.

تأتي هذه الحادثة بعد اختبارين سابقين فاشلين في يناير ومارس 2025، انفجرت خلالهما المرحلة العليا لـ”ستارشيب”، مما تسبب في تساقط حطام فوق منطقة البحر الكاريبي وتعطيل حركة الطيران في فلوريدا.

أثارت هذه الحوادث انتقادات بشأن التأثيرات البيئية والسلامة، حيث تقع منشأة “ستاربيس” بالقرب من محميات طبيعية.

في 2023، تقدمت جمعيات بيئية بشكوى ضد إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بسبب تقييمها غير الكافي للأثر البيئي.

رغم ذلك، منحت إدارة الطيران الفيدرالية ترخيصًا للرحلة التاسعة في 23 مايو 2025، بعد استكمال تحقيق في حادثة مارس، ووافقت على زيادة عدد الرحلات السنوية إلى 25.

لكن الحادثة الأخيرة ستتطلب تحقيقًا جديدًا من “سبيس إكس” تحت إشراف الإدارة، التي وسعت منطقة الخطر إلى 1600 ميل بحري لتجنب تأثير الحطام على الطيران التجاري.

لم تُبلغ السلطات عن إصابات أو أضرار جسيمة حتى الآن، لكن الحطام المتوقع في المحيط الهندي قد يثير تساؤلات حول سلامة هذه التجارب.

تتبنى “سبيس إكس” نهج “الفشل السريع” لتطوير “ستارشيب”، التي تُعد أكبر صاروخ في العالم، بهدف نقل البشر إلى القمر والمريخ، لكن الحوادث المتكررة تثير قلق الجهات التنظيمية والمجتمعات المحلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى