أخبار دوليةتقارير

«ترامب» يشعل نار المعركة.. هل تحافظ الجمهوريين على مجلس النواب؟

حقق الحزب الجمهوري فوزًا كبيرًا في انتخابات 2024، لكن مخاوف تثار حول انتخابات التجديد النصفي 2026.

استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي 2026، بدأ فريق دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، جهودًا مبكرة وحثيثة خلف الكواليس للحفاظ على قبضة الحزب الجمهوري الهشة على مجلس النواب.

يأتي ذلك في ظل مخاوف حلفاء «ترامب» من أن تؤدي سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب إلى إجراء تحقيقات مع الرئيس بهدف عزله وهو ما حدث بالضبط بعد سيطرة الديمقراطيين على المجلس خلال ولاية «ترامب» الأولى وذلك وفقًا لما ذكره موقع «أكسيوس» الأمريكي.

تاريخيًا، تمثل انتخابات التجديد النصفي أزمة للحزب الحاكم في البيت الأبيض ويُقرّ كبار الجمهوريين سرًا بأن الاحتفاظ بمطرقة رئيس مجلس النواب لن يكون سهلًا.

يدرك «ترامب»، الذي خضع للعزل مرتين، المخاطر جيدًا ولا يريد تكرار ما حدث وذلك وفقًا لمات غورمان، المسؤول الكبير في الذراع الانتخابية للجمهوريين في مجلس النواب خلال انتخابات 2018، الذي قال إن التحقيقات، والعزل مطروحًا على الطاولة إذا أصبح حكيم جيفريز، رئيسًا لمجلس النواب.

أشار بعض الديمقراطيين إلى رغبتهم في التحقيق في إصلاحات «ترامب» للحكومة الأمريكية، وما إذا كان قد تلاعب بالأسواق وشجع التداول الداخلي بإعلاناته عن الرسوم الجمركية، وما إذا كان قد ساعد إيلون ماسك في تأمين صفقات لمشروع «ستارلينك».

بدأ «ترامب» وفريقه التحرك مع تبني خطة من 5 خطوات، وذلك بهدف الحفاظ على سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب.

محاولة منع التقاعد

يستهدف البيت الأبيض العديد من الجمهوريين في الدوائر المتأرجحة المنقسمة سياسيًا، ويحثونهم على عدم التخلي عن مقاعدهم أو الترشح لمناصب أعلى.

تلقى مايك لولر، نائب «نيويورك»، رسالة واضحة مفادها أن «ترامب» يريده البقاء في مجلس النواب بدلًا من الترشح لمنصب حاكم الولاية.

خلال الشهر الجاري، حرص «ترامب» على دعم «لولر» لإعادة انتخابه عن دائرته الانتخابية جنوب «نيويورك»، التي فازت بها كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.

أعرب فريق «ترامب» عن قلقه بشأن تفكير بيل هويزينغا، نائب «ميشيغان»، في الترشح لمجلس الشيوخ.

يُعدّ النواب الحاليون الذين يمتلكون شبكات راسخة لجمع التبرعات وتنظيم الحملات الانتخابية في وضع أفضل للفوز من أي منافس. كما أن المقاعد الشاغرة تكلف الحزب مبالغ طائلة وفقًا للتقديرات حول تكاليف التنافس على مقاعد 16 عضوًا في حال انسحابهم والتي تصل إلى 14 مليون دولار لمقعد «لولر» و3.7 مليون دولار لمقعد «هويزينغا».

لم ينجح فريق «ترامب» تمامًا في إقناع النواب الطموحين بعدم الانسحاب فاختار جون جيمس، النائب من «ميشيغان»، الترشح لمنصب حاكم الولاية مما يثير قلق الرئيس بشأن احتمال خسارة المقعد وذلك وفقًا لمصدر مطلع.

إنفاق مبالغ طائلة

بنى «ترامب» إمبراطورية دعم قوية تتجاوز 500 مليون دولار، ينفق بعضًا منها بالفعل استعدادًا لانتخابات 2026 فأطلقت مجموعة تدعى «تأمين العظمة الأمريكية»، مؤيدة لـ«ترامب» تعمل مع البيت الأبيض، حملة إعلانية بملايين الدولارات تروج لأجندة الرئيس الاقتصادية في 8 دوائر انتخابية تضم نوابًا جمهوريين من الفئات الضعيفة.

تُبث الإعلانات أيضًا في 13 دائرة انتخابية فاز فيها «ترامب» العام الماضي بينما خسر فيها مرشحو الحزب الجمهوري في مجلس النواب.

هناك أيضا لجنة عمل سياسي قيادية تابعة لـ«ترامب» هي «لا تستسلم أبدًا» والتي تخطط للتبرع مباشرةً للمرشحين الجمهوريين.

إبعاد منافسيه في الانتخابات التمهيدية

أيّد «ترامب» مجموعة من المرشحين الجمهوريين الحاليين في الدوائر المتأرجحة بهدف إسكات المرشحين المحتملين في الانتخابات التمهيدية للكونغرس، وذلك وفقًا لما ذكره مقربون من الرئيس لـ«أكسيوس».

يخشى كبار الجمهوريين من أن تؤدي الانتخابات التمهيدية إلى استنزاف موارد الحزب وإضعاف المشرعين في انتخابات العام المقبل.

جاءت تأييدات «ترامب» عقب اجتماع عُقد مؤخرًا ضم الرئيس، ومايك جونسون، رئيس مجلس النواب، وريتشارد هدسون، رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية للكونغرس، وبرايان جاك، النائب عن ولاية «جورجيا»، وهو مساعد سابق للرئيس.

قال مصدر مطلع على النقاش إن «ترامب» اقترح تأييد الجمهوريين الضعفاء مبكرًا لتفادي تحديات الانتخابات التمهيدية، وهو ما وافق عليه «جونسون».

قال كوري بليس، الذي قاد سابقًا لجنة عمل سياسي مؤيدة للحزب الجمهوري في مجلس النواب، إن شعبية «ترامب» بين الناخبين الجمهوريين من المرجح أن تمنع العديد من المرشحين المحتملين من التقدم للانتخابات التمهيدية.

جمع مبالغ طائلة

يُعتبر «ترامب» أقوى جامع تبرعات للحزب الجمهوري، وقد بدأ بمساعدة الحزب على ملء خزائنه فترأس حفل عشاء في أبريل الماضي لصالح لجنة الحزب الجمهوري للمؤتمر الوطني والتي جمعت أكثر من 35 مليون دولار.

من المتوقع أن يقيم «ترامب» المزيد من الفعاليات للجمهوريين في مجلس النواب قبل انتخابات التجديد النصفي.

تكثيف جهود التجنيد

تسعى العملية السياسية لـ«ترامب» ولجنة الحزب الجمهوري للمؤتمر الوطني للحزب إلى استقطاب مرشحين في منافسات الدوائر المتأرجحة التي لا يوجد فيها مرشحون حاليون.

قال أحد حلفاء «ترامب» إن هدفهم هو حشد الحزب حول مرشح مدعوم من «ترامب» والحزب الجمهوري لتجنب انتخابات تمهيدية دامية.

سيلعب «ترامب» دور «الوسيط» في إقناع المرشحين المحتملين بالتخلي عن مواقفهم وخوض غمار المنافسة.

قال «غورمان» إن وعد «ترامب» بالمساعدة والدعم يمكن أن يكونا عاملين أساسيين في دفع المرشح المطلوب إلى تحقيق قفزة نوعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى