جدل واسع في مصر حول ظهور زاهي حواس مع جو روغان في بودكاست عالمي

أثار ظهور عالم الآثار المصري البارز، الدكتور زاهي حواس، في برنامج البودكاست الشهير “The Joe Rogan Experience” مع المذيع الأمريكي جو روغان، جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر يوم الإثنين، 26 مايو 2025.
تصدر الحدث قوائم التريند على منصة “إكس”، حيث احتفى البعض بظهور شخصية مصرية بارزة على منصة عالمية مرموقة، بينما أبدى آخرون انتقادات حادة، فيما وصف روغان نفسه الحلقة بأنها “الأسوأ” في تاريخ برنامجه.
حلقة مثيرة للجدل
امتدت الحلقة، التي تناولت تاريخ الأهرامات المصرية، لساعتين، وحظيت بإشادة واسعة من قبل البعض، حيث تجاوزت مشاهداتها على “يوتيوب” مليون مشاهدة.
واعتبر الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه “الحكاية”، أن ظهور حواس مع روغان يعادل حملة إعلانية ضخمة للترويج للسياحة المصرية، مؤكداً أن “من يظهر مع روغان هو شخصية عظيمة ومهمة”. وأضاف أن الحلقة وضعت زاهي حواس في صدارة الأحاديث العالمية.
ومع ذلك، أعرب جو روغان عن رأي مغاير خلال حوار مع نجم كرة القدم الأمريكية آرون رودجرز، واصفاً حواس بأنه “أسوأ ضيف” استضافه في برنامجه، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
هذا التصريح أثار موجة من الجدل، حيث رأى البعض أن الحلقة كانت قوية وعرضت اكتشافات حواس الأثرية بشكل جيد، مشيرين إلى أن البودكاست حوار مفتوح وليس محاضرة علمية تتطلب وسائل عرض متطورة.
ردود فعل متباينة
احتفى العديد من المصريين بظهور حواس، معتبرين أن حديثه عزز صورة مصر وتراثها الأثري عالمياً. وفي مداخلة مع أديب، أكد حواس أن هذا اللقاء كان الأكبر في مسيرته، معبراً عن استيائه من بعض الانتقادات التي وجهت له، قائلاً: “أنا زعلت من اللي بيقولوا إن زاهي حواس مش كفاية يبقى وجه مصر”.
في المقابل، انتقد آخرون طروحاته، معتبرين أنها لا تعكس أحدث الأبحاث الأثرية، واتهموه باحتكار الحديث عن الحضارة المصرية في الإعلام.
كما رأى البعض أنه رفض استخدام التكنولوجيا الحديثة في اللقاء، مما جعل حديثه يبدو منغلقاً.
دفاع حواس عن دوره
في تصريحات لـ”الشرق الأوسط”، دافع زاهي حواس عن نفسه، مؤكداً أن دوره لا يقتصر على الظهور الإعلامي، بل يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الحضارة المصرية، مثل الخرافات التي تروج لاستخدام السحر في بناء الأهرامات.
وقال: “أشعر بالحزن حين يهاجمني البعض دون إدراك قيمة ما أفعله، لكنني ماضٍ في مسيرتي العلمية”. ورد على اتهامات النرجسية بالقول: “ثقتي تأتي من سنوات من البحث والإنجاز، ولست مغروراً. هل يُطلب مني أن أظهر بصورة ضعيفة حتى لا أُتهم بالثقة؟”.
وأشار إلى أن لديه أكثر من 60 كتاباً و300 مقالة علمية، مؤكداً أن حديثه مع روغان استند إلى أدلة موثقة بالهيروغليفية، بعكس الادعاءات غير الموثقة. وأضاف: “أنا حارس الحضارة المصرية، ومهمتي تقديم الحقائق العلمية ضد الأوهام”.
فن مصري يعكس الهوية الشعبية
في سياق آخر، سلط التقرير الضوء على الفنانة التشكيلية المصرية أميمة السيسي، التي قدمت في معرضها الأخير “طلة من الشباك” لوحات مستوحاة من الأبواب والنوافذ المصرية القديمة.
تعكس أعمالها، التي عُرضت بدار الأوبرا المصرية، حكايات شعبية وتراثاً معمارياً يعبر عن الهوية المصرية.
ترى السيسي أن هذه العناصر ليست مجرد تفاصيل معمارية، بل أفق مفتوح على الأمل والحياة المصرية، حيث تصور في لوحاتها مشاهد من الحياة اليومية، مثل أطفال يتطلعون من النوافذ أو نساء يطللن على القاهرة التاريخية.
تستخدم ألواناً زاهية ودافئة لإبراز جماليات العمارة المصرية، مع ربط أعمالها بالذاكرة الفنية الشعبية من خلال الإشارة إلى أغانٍ مثل “يا مّه القمر ع الباب”
يبرز ظهور زاهي حواس في بودكاست جو روغان كحدث مثير للجدل، حيث يعكس الفخر بتمثيل مصر عالمياً من جهة، والانتقادات حول أسلوب عرضه من جهة أخرى.
في الوقت نفسه، تؤكد أعمال أميمة السيسي على قوة الفن المصري في توثيق التراث والهوية، مما يعزز مكانة مصر كمركز للثقافة والإبداع.