ترامب يعبر عن استيائه من تصعيد بوتين في أوكرانيا وسط هجمات عنيفة وتبادل أسرى

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين 26 مايو 2025، عن استيائه الشديد من تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى مقتل العديد من الأشخاص في الحرب الأوكرانية المستمرة.
جاءت تصريحاته في وقت تشهد أوكرانيا هجمات روسية مكثفة وصفتها وسائل الإعلام بـ”الضخمة”، بالتزامن مع إتمام أكبر عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، مما يبرز التعقيدات العسكرية والدبلوماسية في النزاع.
استياء ترامب ودعوة لإنهاء الحرب
قبل مغادرته نيوجيرسي، قال ترامب للصحفيين: “أشعر بالاستياء مما يفعله بوتين، فهو يواصل استهداف كييف وقتل الكثير من الناس”.
وأكد أن إدارته منخرطة في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن الهجمات الروسية الأخيرة تعيق هذه الجهود.
جاءت تصريحاته عقب هجوم جوي روسي في ساعات الصباح الأولى من الأحد، أسفر عن مقتل 13 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين في مناطق مختلفة من أوكرانيا.
هجمات روسية عنيفة
أفادت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنت هجومًا جويًا واسع النطاق شمل 45 صاروخًا و266 طائرة مسيرة، استهدفت 22 منطقة في أوكرانيا.
وذكر الجيش الأوكراني أن معظم المناطق تأثرت بالهجوم، حيث سقطت صواريخ كروز وطائرات مسيرة هجومية في 15 موقعًا.
في كييف، تسببت الغارات في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 23 آخرين. كما أودت هجمات في جيتومير شمال غرب البلاد بحياة طفلين (8 و12 عامًا) وفتى يبلغ 17 عامًا، بينما قتل خمسة أشخاص في خملنيتسكي وميكولايف جنوب البلاد.
وصفت خدمات الطوارئ الأوكرانية الهجمات بـ”ليلة من الرعب”، حيث شهدت العاصمة ومناطق أخرى دمارًا كبيرًا.
وروت متقاعدة تدعى تيتيانا إيانكوفسكا (65 عامًا) من قرية ماخاليفكا جنوب غرب كييف، أنها رأت “الشارع بأكمله يحترق”.
وأكد متقاعد آخر يُدعى أوليسكندر (64 عامًا) أن الحل يكمن في تزويد أوكرانيا بالأسلحة بدلاً من المفاوضات، قائلاً: “روسيا لا تفهم إلا لغة القوة”.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي أن هجماته استهدفت “مؤسسات المجمع الصناعي العسكري” الأوكراني، مدعيًا أنها رد على عمليات أوكرانية.
كما أفاد بتحييد 110 طائرات مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية، بينما تسببت هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة في إغلاق مؤقت لأربعة مطارات في موسكو، بما في ذلك مطار شيريميتييفو الدولي.
عملية تبادل الأسرى
في سياق موازٍ، أكملت روسيا وأوكرانيا المرحلة الثالثة من أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الحرب في فبراير 2022، حيث تم تبادل 303 جنود روس مقابل عدد مماثل من الأسرى الأوكرانيين.
وأشاد ترامب بهذه العملية، التي نتجت عن مفاوضات في إسطنبول منتصف مايو، مؤكدًا رغبته في دفع الطرفين نحو وقف إطلاق النار لإنهاء “إراقة الدماء”.
دعوات دولية للضغط على روسيا
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تكثيف الضغط الدولي على روسيا، مؤكدًا أن العقوبات ضرورية لوقف “الوحشية الروسية”.
كما طالبت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بـ”أقصى ضغط دولي” على موسكو، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة تظهر عزم روسيا على “إبادة أوكرانيا”.
وندد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالهجمات، مؤكدًا أن “بوتين لا يريد السلام”، وأعلن عن خطط لفرض عقوبات أوروبية إضافية.
الوضع على الأرض
يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء في بعض المناطق، حيث أعلن السيطرة على قرية رومانوفكا في دونيتسك شرق أوكرانيا.
لكن هذا التقدم يأتي وسط خسائر كبيرة تقدر بحوالي 198,000 قتيل وأكثر من 550,000 جريح روسي منذ بدء الحرب، وفق تقديرات أمريكية، بينما كشف زيلينسكي عن مقتل 43,000 جندي أوكراني وإصابة 370,000 آخرين.
تعكس تصريحات ترامب استياءً متزايدًا من استمرار روسيا في تصعيد هجماتها على أوكرانيا، رغم المفاوضات الجارية.
ورغم نجاح عملية تبادل الأسرى، تبقى آفاق السلام بعيدة المنال مع استمرار الخسائر البشرية والدمار. يظل الضغط الدولي والعقوبات محورًا رئيسيًا لدفع روسيا نحو إنهاء الحرب، فيما تواجه أوكرانيا تحديات عسكرية وإنسانية متفاقمة.