إسرائيل تخطط للسيطرة على 75% من غزة خلال شهرين مع تهجير مليوني فلسطيني

تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وسط تقديرات إعلامية إسرائيلية تشير إلى استمرار الحرب لمدة شهرين إضافيين، بهدف استراتيجي يتمثل في فرض السيطرة على ثلاثة أرباع أراضي القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، أثارت غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في مدينة غزة جدلاً واسعاً بعد مقتل وإصابة العشرات، مما يعكس الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
تصعيد عسكري وهدف السيطرة على غزة
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم مواصلة عملياته في غزة لمدة شهرين آخرين، بهدف السيطرة على 75% من أراضي القطاع.
ويتضمن هذا الهدف الاستراتيجي نقل حوالي مليوني نسمة من سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، إلى مناطق يصفها الجيش بـ”الآمنة”، مثل منطقة المواصي ومخيم مركزي ووسط مدينة غزة.
ويأتي هذا التصعيد في إطار استمرار الحرب التي بدأت عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1218 إسرائيلياً واحتجاز 251 رهينة، 57 منهم لا يزالون في غزة، بينهم 34 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم وفق السلطات الإسرائيلية.
غارة على مدرسة تثير الغضب
في سياق العمليات العسكرية، أفادت فرق الدفاع المدني في غزة بأن غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بمدينة غزة فجر الإثنين، أسفرت عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة.
وأوضح بيان صادر عن الدفاع المدني عبر منصة تليغرام أن فرق الإنقاذ انتشلت الضحايا من المدرسة التي كانت تؤوي نازحين، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب استهداف البنية التحتية المدنية.
حصيلة الضحايا والوضع الإنساني
وفقاً لوزارة الصحة في غزة، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 نحو 53,939 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أصيب 122,797 آخرون.
ومنذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس 2025، بعد هدنة هشة استمرت شهرين، لقي 3,785 فلسطينياً مصرعهم. وأشار المكتب الإعلامي التابع لحماس إلى أن إسرائيل تسيطر فعلياً على 77% من أراضي القطاع، مما يفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة أن أكثر من ثلثي سكان غزة هم من اللاجئين.
سياق الحرب وتداعياتها
بدأت الحرب إثر هجوم مباغت نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل 1218 شخصاً في إسرائيل، وفق الأرقام الرسمية، مع احتجاز 251 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية، بما في ذلك الغارات الجوية والتوغلات البرية، بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية.
ومع ذلك، أثارت هذه العمليات انتقادات دولية واسعة بسبب الخسائر البشرية الكبيرة وتدمير البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات.
مخاوف من تصعيد مستمر
تشير التقارير إلى أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى مزيد من التهجير القسري والمعاناة الإنسانية في غزة، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والخدمات الطبية.
كما أن خطة إسرائيل للسيطرة على معظم أراضي القطاع تثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة وإمكانية التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع.
مع إعلان إسرائيل عن خططها لتوسيع سيطرتها على غزة وتهجير ملايين السكان، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث تستمر الغارات الجوية في حصد أرواح المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وفي ظل غياب هدنة مستدامة، يبقى مصير سكان غزة معلقاً بين تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية.