منوعات

التلقيح الاصطناعي يُنقذ أندر طائر من الانقراض!

هدير البحيري

في خطوة تُعد إنجازًا علميًا وبيئيًا نادرًا، نجح علماء في نيوزيلندا في استخدام التلقيح الاصطناعي لإنقاذ أحد أندر طيور العالم: الكاكابو.

يُعرف هذا الطائر الغريب والمحبوب بلونه الأصفر والأخضر، ووجهه الشبيه بالبوم، ما أكسبه لقب “ببغاء البومة”، وهو أيضًا أثقل ببغاء على وجه الأرض، والوحيد الذي لا يستطيع الطيران.

ورغم شكله الساحر، إلا أن الكاكابو يعاني من عادات تكاثر غير فعالة تهدد وجوده؛ فواحد من كل خمسة ذكور لا يُنجب مطلقًا، ولا يفقس سوى 40% من البيوض.

في تسعينيات القرن الماضي، أصبح الكاكابو على شفا الانقراض بسبب الصيد وفقدان الموائل والغزاة المفترسين مثل القطط والجرذان والقوارض.

ومع حلول عام 2019، لم يبقَ في البرية سوى 142 طائرًا، ما جعله مصنفًا “ضمن الأنواع المهددة بشدة” بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

لم تفلح جهود حماية الطائر بالكامل رغم نقله إلى جزر آمنة خالية من المخاطر، إذ يرتبط تكاثره الموسمي بأشجار نادرة مثل الرّيمو، ويعاني من ضعف التنوع الجيني نتيجة التزاوج بين الأقارب.

لكن العلماء رأوا بصيص أمل في التلقيح الاصطناعي. فبحسب د. أندرو ديجبي، مستشار علمي في قسم الحماية: “هذه التقنية لا تُحسن الخصوبة فقط، بل تُساعدنا على حفظ جينات نادرة من طيور لا تتزاوج طبيعيًا.”

ورغم أن أول محاولة ناجحة تمت عام 2009 كأول حالة من نوعها لطائر بري إلا أن تكرارها استغرق عشر سنوات.

وفي 2019، استعانت نيوزيلندا بخبراء من ألمانيا، ونجح الفريق أخيرًا في توليد أربعة فراخ من ثلاث إناث، اثنان منهم من ذكور لم يسبق لهم التزاوج، أحدهما يحمل جينات “فيوردلاند” النادرة.

التلقيح ذاته لا يخلو من الغرابة: يُهدَّأ الذكر بمنشفة تغطي الرأس والجناحين، ويُثبت في عبوة بلاستيكية مقطوعة، ثم يُحفّز جسديًا أو كهربائيًا باستخدام مسبار ألماني مبتكر، للحصول على العينة التي تُستخدم لتلقيح الإناث يدويًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى