محاكمة ثلاثة أشخاص في ألمانيا بتهمة التجسس لصالح روسيا

تبدأ اليوم الثلاثاء، 20 مايو 2025، محاكمة ثلاثة أشخاص أمام المحكمة الإقليمية العليا في ميونخ، ألمانيا، بتهم خطيرة تتعلق بالتجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الروسية.
ويواجه المتهمون اتهامات بالتخطيط لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف منشآت عسكرية وبنية تحتية حيوية، بما في ذلك خطوط السكك الحديدية في ألمانيا. كما يُزعم أن زعيم المجموعة شارك في القتال في أوكرانيا ضمن جماعة مسلحة مصنفة كتنظيم إرهابي.
أثارت القضية جدلاً واسعاً في ألمانيا منذ اعتقال اثنين من المتهمين في أبريل 2024 في منطقة بايرويت بولاية بافاريا، حيث ألقت الشرطة القبض عليهما في عملية أمنية كبيرة.
ويُشار إلى أن المتهم الرئيسي، ديتر س.، وهو مواطن يحمل الجنسيتين الألمانية والروسية، لا يزال قيد الاحتجاز، بينما أُطلق سراح المتهمين الآخرين، ألكسندر وأليكس د.، اللذين يحملان أيضاً الجنسية المزدوجة، وهما طليقان في الوقت الحالي.
ووفقاً للادعاء العام الألماني، خططت المجموعة لتنفيذ عمليات تخريبية بناءً على تعليمات من جهات روسية، بهدف زعزعة استقرار البنية التحتية في ألمانيا، وهي خطوة يُعتقد أنها جزء من جهود أوسع للكرملين لتعطيل الدعم الأوروبي لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة عبر أكثر من 40 جلسة حتى 23 ديسمبر 2025، مما يعكس تعقيد القضية وحجم الأدلة المقدمة.
وتشير التحقيقات إلى أن أجهزة الاستخبارات الروسية زادت من أنشطتها التجسسية والتخريبية في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، حيث لوحظت حوادث مماثلة تتضمن محاولات استهداف منشآت عسكرية وصناعية، بما في ذلك رحلات طائرات بدون طيار فوق مواقع حساسة.
في سياق متصل، كشفت السلطات الألمانية الأسبوع الماضي عن قضية أخرى مشابهة، حيث تم اعتقال ثلاثة مواطنين أوكرانيين في ألمانيا وسويسرا بتهمة التخطيط لعمليات تخريبية مماثلة بناءً على توجيهات روسية.
ويُعتقد أن هؤلاء الأفراد تم تجنيدهم لاستهداف بنية تحتية حساسة، مما يعزز القلق الألماني من تصاعد الأنشطة التخريبية المدعومة من روسيا.
تأتي هذه القضايا وسط توترات متزايدة بين ألمانيا وروسيا، حيث انتقدت السفارة الروسية في برلين الإجراءات الألمانية ووصفتها بأنها “هوس تجسسي”، في حين شددت السلطات الألمانية على تعزيز جهودها الأمنية لمواجهة التهديدات الروسية.
وتُبرز هذه الأحداث التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها ألمانيا في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة.