مسؤول أممي يرفض مقترحًا أمريكيًا لإغاثة غزة ويحث على تفعيل خطة الأمم المتحدة

في تطور جديد بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، رفض توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يوم الجمعة 17 مايو 2025، مقترحًا بديلًا تدعمه الولايات المتحدة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأكد فليتشر أن الأمم المتحدة تمتلك خطة فعالة وجاهزة لتوزيع المساعدات، مشيرًا إلى توفر 160 ألف منصة نقالة يمكنها دخول غزة فورًا.
وفي تصريح له، دعا إلى عدم إهدار الوقت في مناقشة بدائل، قائلًا: “لدينا خطة موثوقة بالفعل، فلنركز على تنفيذها”.
سياق الأزمة ومنع المساعدات
يأتي هذا الرفض في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لليوم الـ75 على التوالي، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
ووفقًا لتقارير، يواجه حوالي نصف مليون شخص -أي ربع سكان غزة- خطر المجاعة، حسب تحذيرات مرصد عالمي لمراقبة الجوع.
وفي تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، أشار إلى أن “الكثير من الناس في غزة يعانون من الجوع الشديد”.
هجوم إسرائيلي على تصريحات فليتشر
في سياق متصل، واجه فليتشر انتقادات حادة من إسرائيل بعد تصريحاته أمام مجلس الأمن الدولي، حيث تساءل عما إذا كان المجلس سيتصرف بحزم لمنع “الإبادة الجماعية” في غزة، مشيرًا إلى الحظر الإسرائيلي على المساعدات والتهديد بالمجاعة.
وقد أثارت هذه التصريحات غضب إسرائيل، حيث وجه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رسالة احتجاج إلى فليتشر، متهمًا إياه بالتحيز واستخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” دون أدلة أو تفويض. ووصف دانون تصريحات فليتشر بأنها “غير مسؤولة وتنم عن انحياز واضح”، معتبرًا أنها تنتهك مبدأ الحياد الذي يفترض أن يلتزم به مسؤولو الأمم المتحدة.
تعريف الإبادة الجماعية
وفقًا للقانون الدولي، تُعرف الإبادة الجماعية بأنها الأفعال التي تُرتكب بنية تدمير جماعة قومية أو عرقية أو دينية، كليًا أو جزئيًا، من خلال القتل، إلحاق الأذى الجسدي أو العقلي الجسيم، أو تهيئة ظروف حياة تهدف إلى الإضرار المادي بالضحايا.
خلفية الصراع
تتصاعد الأزمة في غزة على خلفية الحرب التي اندلعت عقب هجوم شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل واختطاف حوالي 250 رهينة إلى القطاع. وفي المقابل، أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية، وهو ما تنفيه الحركة بشدة، فيما تواصل إسرائيل حظر دخول المساعدات منذ 2 مارس 2025، مطالبة بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.
في سياق آخر، أفادت تقارير من اليمن بمقتل شخص وإصابة 9 آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف محافظة الحديدة، حيث تتواجد جماعة الحوثي. ويُظهر هذا الحادث امتداد التوترات الإقليمية المرتبطة بالصراع في غزة.
يبرز رفض فليتشر للمقترح الأمريكي ودعوته لتفعيل خطة الأمم المتحدة الجاهزة مدى الإلحاح في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي وتصاعد التوترات السياسية، تظل الأوضاع في القطاع على حافة كارثة إنسانية، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لضمان وصول المساعدات وتخفيف معاناة السكان.