تركيا تستضيف أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ 3 سنوات

تبدأ اليوم الخميس في تركيا أول جولة من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وسط ترقب عالمي واسع وغياب واضح لكل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان بوتين قد دعا، الأحد الماضي، إلى مفاوضات مباشرة تعقد في إسطنبول “من دون شروط مسبقة”، وهو ما وافقت عليه كييف.
وأعلنت موسكو لاحقاً عن تشكيل وفد رسمي يقوده المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ويضم نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، وكلاهما من الشخصيات ذات الخبرة الفنية في مجالات الأمن والسياسة.
في المقابل، أعلن مسؤول أميركي أن ترامب قرر عدم حضور اللقاءات، رغم إعلانه سابقاً عن رغبته في زيارة تركيا والمشاركة.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد توجه إلى إسطنبول شخصياً، مؤكداً استعداد بلاده لأي نوع من المفاوضات من شأنه إنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم.
وفي تصريحات متحفظة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن من السابق لأوانه الحديث عن نتائج ملموسة، مشدداً على الفصل بين مصالح روسيا الوطنية والملف الأوكراني.
ويأتي انعقاد هذه المحادثات بعد نحو ثلاث سنوات من الجمود الدبلوماسي، وفي ظل استمرار الحرب التي اندلعت بين الجانبين في فبراير 2022، وسط آمال بتحقيق اختراق سياسي قد يفضي إلى هدنة مؤقتة.
وتتجه الأنظار أيضاً إلى مشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصل إلى تركيا قبل ساعات من بدء اللقاءات، في حين تروج واشنطن لفكرة هدنة مؤقتة مدتها 30 يوماً.
وقد لاقت هذه المبادرة دعماً أولياً من زيلينسكي، بينما أبدى بوتين تفضيله لبدء مفاوضات تفصيلية قبل إقرار وقف شامل لإطلاق النار.
وفي تصريحات لافتة، تحدى زيلينسكي نظيره الروسي بالانضمام شخصياً للمحادثات قائلاً إنه “لن يرفض الجلوس معه ما لم يكن بوتين خائفاً”، في إشارة إلى رغبته في إحراز تقدم ملموس أمام الرأي العام الدولي.
ومن المتوقع أن يتضمن جدول المحادثات أيضاً مناقشات بشأن تبادل كبير للأسرى، وهي خطوة إنسانية تلقى ترحيباً دولياً.
وفي هذا السياق، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، تمهيداً لإحلال سلام عادل يحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.