
لم تعد السمنة مجرد مشكلة صحية فردية، بل تحولت إلى وباء عالمي وفق توصيف خبراء الصحة، وسط تحذيرات متصاعدة من تداعياتها الخطيرة على المدى البعيد.
تشير الإحصاءات في تركيا إلى أن نحو ثلث السكان يعانون من السمنة، ما يضع البلاد في صدارة الدول الأوروبية من حيث انتشار هذا الداء، ويجعلها تواجه تحديًا صحيًا واقتصاديًا متفاقمًا.
وفي هذا السياق، نظمت وحدة التنظير المتقدم فعاليات “أكاديمية السمنة” في نسختها الخامسة، بمشاركة أطباء وباحثين من عدة دول من بينها الولايات المتحدة وإسبانيا وأذربيجان، وذلك لمناقشة المستجدات العلمية وأحدث أساليب العلاج، وتأكيد أهمية النهج التكاملي لمكافحة السمنة.
وخلال المؤتمر، قال أخصائي أمراض الجهاز الهضمي البروفيسور، عبد الله إيمره يلدريم إن تركيا أصبحت الدولة الأوروبية الأكثر معاناة من السمنة، موضحًا أن نحو 32% من السكان يعانون من السمنة المزمنة، وهو ما يعني أن “3 من كل 10 أشخاص” مصابون بهذه الحالة التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة ومتوسط العمر.
وأضاف: “السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل مرض مركب يرتبط بمشاكل خطيرة في القلب، الأوعية الدموية، والكبد، وقد يؤثر بشكل مباشر على معدل الوفيات”.
وأكد يلدريم أن السمنة “قابلة للعلاج”، لكنها تتطلب التزامًا طويل المدى.
واضاف قائلاً: “فقدان الوزن في الأسابيع الأولى أمر ممكن، لكن التحدي الحقيقي هو الاستمرارية. المطلوب هو إعادة بناء نمط الحياة بالكامل، مع إدخال الحمية والرياضة كجزء أساسي من الروتين اليومي”.
وأكد أن النظام الغذائي المتوازن يعد من أفضل الخيارات الصحية، مع ضرورة متابعة طبية منتظمة للكشف المبكر عن أي مؤشرات للسمنة.
ومن ناحية أخرى، أوضح البروفيسور صالح بوغا أن الأساليب الحديثة في علاج السمنة مثل بالونات المعدة والتكميم بالمنظار، باتت تحقق نتائج واعدة دون الحاجة إلى جراحة تقليدية.
لكنه شدد على أن هذه الحلول الطبية لن تنجح دون تغييرات جذرية في أسلوب الحياة، قائلًا: “الحمية وحدها ليست كافية. ما لم يتم دمج التغذية السليمة مع الرياضة الدورية والدعم النفسي، فلن يتحقق فقدان الوزن المستدام”.
كما أشار إلى أن الوعي بأهمية التشخيص المبكر واللجوء إلى الرعاية الطبية قبل تفاقم الحالة يمثلان ركيزة أساسية في رحلة العلاج.