إيلون ماسك يوصي من الرياض بسلسلة «الثقافة» كأفضل رؤية لمستقبل الذكاء الاصطناعي

في حدث بارز بالعاصمة السعودية الرياض، شارك الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس” ومؤسس شركة “xAI”، يوم الثلاثاء 13 مايو 2025، في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي.
جاء ذلك خلال مرافقته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته الرسمية الأولى للمملكة ضمن جولته الخارجية في ولايته الثانية.
وخلال المنتدى، أثار ماسك الاهتمام بتوصيته بسلسلة روايات الخيال العلمي “الثقافة” للكاتب الاسكتلندي إيان م. بانكس، واصفاً إياها بأنها تقدم “أفضل تصور لمستقبل الذكاء الاصطناعي”، ما أثار نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
تفاصيل مشاركة ماسك في الرياض
خلال زيارته، ظهر ماسك في قصر اليمامة بالرياض إلى جانب ترامب، حيث استقبلهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. تبادل الثلاثة مصافحة ودية وحواراً قصيراً انتهى بابتسامات متبادلة، في حضور وفد أمريكي رفيع المستوى ضم وزراء ومسؤولين، إلى جانب كبار المسؤولين السعوديين.
وشارك ماسك بعد ذلك في جلسات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي استضاف قادة شركات تكنولوجيا عالمية مثل “ميتا”، “OpenAI”، “أمازون”، و”إنفيديا”.
في المنتدى، ركزت النقاشات على الذكاء الاصطناعي كمحور أساسي، خاصة مع إطلاق ولي العهد يوم الإثنين 12 مايو 2025 لشركة “هيوماين”، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة.
تهدف الشركة إلى تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نماذج لغوية كبيرة باللغة العربية، وتعزيز البنية التحتية للحوسبة السحابية ومراكز البيانات. وأعرب ماسك خلال المنتدى عن شكره للسعودية للسماح باستخدام خدمة “ستارلينك”، مؤكداً على دور التكنولوجيا في تعزيز الاقتصادات.
سلسلة “الثقافة”: رؤية خيالية لمستقبل الذكاء الاصطناعي
أوصى ماسك بسلسلة “الثقافة”، وهي مجموعة من عشر روايات خيال علمي كتبها إيان م. بانكس بين عامي 1987 و2012، إلى جانب مجموعة قصص قصيرة بعنوان “حالة الفن” (1991).
تدور أحداث السلسلة في عالم خيالي متقدم يُعرف باسم “الثقافة”، وهي حضارة فضائية فوضوية تعيش في عصر ما بعد الندرة.
يتميز هذا المجتمع بإدارته من قبل عقول ذكاء اصطناعي فائقة التطور، واعية بذاتها، تدير السفن الفضائية، الموائل، ومعظم جوانب الحياة الاجتماعية.
تصور السلسلة مجتمعاً خالياً من الفقر، الحروب، والأمراض، حيث يتمتع الأفراد بحرية شبه مطلقة في اختيار أجسادهم، جنسهم، أعمارهم، وأنماط حياتهم. يعتمد اقتصاد “الثقافة” على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات الطاقة والمواد بسهولة، مما يحقق الوفرة. تُصور العقول الاصطناعية في السلسلة على أنها غالباً أكثر أخلاقية ومسؤولية من البشر، مع ميل لعدم التدخل في الشؤون الفردية إلا في حالات استثنائية، مما يمنحها طابعاً يجمع بين التعقيد والفردية.
تتمحور الروايات غالباً حول شخصيات تعيش على هامش هذا المجتمع اليوتوبي، ما يتيح استكشاف قضايا فلسفية وأخلاقية عميقة.
عن “تشات جي بي تي”، عملاً واسع النطاق وعمقاً يجمع بين الخيال العلمي والتأملات الفكرية، مما جعلها مرجعاً مميزاً لتصور مستقبل الذكاء الاصطناعي.
لماذا أوصى ماسك بهذا الكتاب؟
تتماشى رؤية سلسلة “الثقافة” مع اهتمامات ماسك بالذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المجتمع، خاصة من خلال شركته “xAI” التي تسعى لتطوير ذكاء اصطناعي يخدم البشرية
. سبق لماسك أن أشار إلى السلسلة في تصريحات سابقة عام 2024، واصفاً إياها بأنها تقدم نظرة واقعية وملهمة لمجتمع تديره تكنولوجيا متقدمة. يبدو أن توصيته في الرياض تهدف إلى تسليط الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في خلق مجتمع وفير وأخلاقي، مع الإشارة إلى ضرورة التعاون الدولي لوضع أطر تنظيمية تحكم استخدامه، وهو ما أكد عليه خلال المنتدى.
ردود الفعل وأهمية الحدث
أثارت توصية ماسك نقاشات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن أهمية هذا الكتاب وعلاقته برؤية ماسك للمستقبل.
كما عكس حضور ماسك في المنتدى، إلى جانب قادة تكنولوجيا آخرين، أهمية السعودية كوجهة عالمية للاستثمار والابتكار، خاصة في ظل رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد.
وأشار البعض إلى أن مشاركة ماسك تؤكد على قوة الشراكة السعودية الأمريكية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
تجمع زيارة إيلون ماسك للرياض بين رؤيته التكنولوجية وطموحات السعودية في قيادة الابتكار العالمي.
ومن خلال توصيته بسلسلة “الثقافة”، قدم ماسك دعوة للتفكير في مستقبل الذكاء الاصطناعي كقوة للخير، مع التأكيد على أهمية توجيه هذه التكنولوجيا بمسؤولية.
يبقى الكتاب نفسه، بتصوره الخيالي العميق، مرجعاً يحفز النقاش حول الإمكانيات والتحديات التي يحملها المستقبل.