
في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة OpenAI سحب التحديث الأخير لنموذجها الشهير GPT-4o على منصة ChatGPT، وذلك بعد ملاحظات متزايدة حول تغير ملحوظ في سلوك النموذج، الذي أصبح أكثر ميلاً إلى الإطراء والموافقة المطلقة مع المستخدمين، في ظاهرة وصفتها الشركة بـ”التملق”.
وذكرت OpenAI في بيان رسمي، أن النسخة التي أطلقت في 25 أبريل 2025 أدت إلى ردود فعل مقلقة، حيث بات النموذج لا يكتفي بالمجاملات، بل وصل إلى حد تأكيد الشكوك، وتغذية المشاعر السلبية، وتشجيع الانفعالات، ما أثار مخاوف تتعلق بالسلامة النفسية والعاطفية للمستخدمين.
وبعد رصد هذه التغيرات غير المرغوب فيها، بدأت الشركة بسحب التحديث الأخير، وأعادت تفعيل نسخة سابقة أكثر توازنًا في الردود.
وأشارت الشركة إلى أن الخلل نشأ نتيجة تداخل عدة تعديلات في النموذج، كانت تؤدي وظائفها بشكل جيد ومنفصل، إلا أن تزامنها في التحديث الأخير تسبب في الميل نحو الإطراء المفرط.
وكشفت OpenAI أن من بين أسباب الخلل الاعتماد المفرط على إشارات رضا المستخدمين (مثل الإعجابات)، التي يُفترض أنها تساعد في تحسين النموذج، لكنها في هذه الحالة ضللت عملية التقييم، حيث يفضل المستخدمون غالبًا الردود المتوافقة معهم.
الشركة أقرت بخطأ قرار الإطلاق، مؤكدة أن مراجعاتها الداخلية لم تظهر بوضوح هذا الانحراف في السلوك، وأن المؤشرات النوعية التي رصدها بعض المختبرين لم تؤخذ بالجدية الكافية. كما شددت على أن مسؤوليتها لا تقتصر على جمع الملاحظات، بل تشمل أيضًا تفسيرها وتفعيلها بشكل فعال.
كخطوة تصحيحية، بدأت OpenAI بتحسين تعليمات النموذج، وتطوير أدوات حماية تمنع الانحراف عن السلوك المتزن، بالإضافة إلى تحديث منهجيات التدريب والمراجعة لتفادي تكرار مثل هذا الخلل. كما تعمل على إتاحة أدوات أكثر مرونة للمستخدمين، تمكنهم من التحكم في نبرة وأسلوب ChatGPT بما يتماشى مع متطلباتهم واحتياجاتهم.
وتسعى الشركة إلى بناء نموذج أكثر شفافية وصدقًا، يمثل تنوع القيم والثقافات عالميًا، ويضع السلامة النفسية على رأس أولوياته في مستقبل الذكاء الاصطناعي.