الهند وباكستان: خطوات تالية لتعزيز الهدنة بعد وقف إطلاق النار

في تطور إيجابي على الحدود بين الهند وباكستان، يعقد قائدا العمليات العسكرية في البلدين، اليوم الإثنين 12 مايو 2025، اجتماعاً لمناقشة الخطوات المستقبلية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي أعاد الاستقرار إلى المنطقة.
يأتي هذا بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي تعد الأشد منذ قرابة ثلاثة عقود، والتي هدأت بفضل الوساطة الأمريكية.
شهدت الحدود ليلة هادئة لأول مرة منذ أيام، حيث لم تسجل أي انفجارات أو قصف ليل الأحد، على الرغم من تقارير سابقة عن انتهاكات محدودة في بداية الهدنة.
وأكد الجيش الهندي أن الوضع ظل مستقراً، رغم استمرار إغلاق بعض المدارس كإجراء احترازي. من جانبه، نفى الجيش الباكستاني وقوع أي خرق للاتفاق.
تم الإعلان عن وقف إطلاق النار يوم السبت 10 مايو في إقليم الهيمالايا، بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصعيد عسكري استمر أربعة أيام، تضمن تبادل هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت منشآت عسكرية، وأسفر عن مقتل العشرات، بينهم مدنيون.
وكان التوتر قد تفاقم إثر هجوم في 22 أبريل أودى بحياة 26 سائحاً في كشمير الهندية، حيث اتهمت نيودلهي باكستان بالوقوف وراءه، وهو ما نفته إسلام آباد، داعية إلى تحقيق دولي مستقل.
أرسلت الهند، يوم الأحد، رسالة عبر “الخط الساخن” إلى باكستان، تحذر فيها من أي انتهاكات مستقبلية للهدنة، مؤكدة استعدادها للرد بقوة. وأعلنت وزارة الخارجية الهندية أن قائدي العمليات العسكرية سيعقدان محادثات اليوم لتنسيق الخطوات القادمة، بينما لم تصدر باكستان تصريحات رسمية حول هذا الاجتماع.
تاريخياً، يظل إقليم كشمير نقطة الصراع الرئيسية بين البلدين منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947. تسيطر الهند، ذات الأغلبية الهندوسية، على جزء من الإقليم، بينما تد تسيطر باكستان المسلمة على جزء آخر، وكلاهما يطالب بالسيادة الكاملة.
تتهم الهند باكستان بدعم التمرد في كشمير الهندية منذ عام 1989، بينما تقول باكستان إن دعمها للانفصاليين يقتصر على الجوانب السياسية والدبلوماسية.
شنت الهند، يوم الأربعاء الماضي، غارات على تسعة مواقع في باكستان وكشمير الباكستانية، وصفتها بأنها “بنية تحتية إرهابية”، بينما أكدت باكستان أنها كانت أهدافاً مدنية. ردت باكستان بهجمات مماثلة، مما زاد من حدة التوتر.
فيما يتعلق بالوساطة، أعربت باكستان عن شكرها للولايات المتحدة على دورها في إتمام الهدنة، ورحبت بعرض ترامب للتوسط في نزاع كشمير.
في المقابل، لم تصدر الهند تعليقاً على الدور الأمريكي، مؤكدة أن أي نزاع مع باكستان يجب حله بشكل ثنائي دون تدخل طرف ثالث.
مع استمرار الهدوء النسبي، يبقى السؤال حول مدى استدامة هذا الاتفاق، خاصة في ظل التوترات السياسية المستمرة والتاريخ الطويل من الصراع بين البلدين.