نتنياهو في مأزق: ترامب يفتح الباب لبرنامج نووي إيراني ويُغضب إسرائيل باتفاق الحوثيين

كشف مسؤولون أمريكيون في تصريحات لشبكة “إن بي سي”، يوم 11 مايو 2025، عن توتر متصاعد في العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرين إلى أن نتنياهو يفتقر حاليًا إلى أوراق ضغط فعّالة لمواجهة سياسات ترامب.
وأوضح المسؤولون أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن الظروف الحالية مثالية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فيما عبّر نتنياهو سرًا عن استيائه من المفاوضات الأمريكية مع إيران، واصفًا إياها بـ”مضيعة للوقت”.
في المقابل، أبدى ترامب انفتاحًا على السماح لإيران بالاحتفاظ ببرنامج نووي محدود، وهو موقف يتناقض مع الموقف الإسرائيلي الرافض لأي قدرات نووية إيرانية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني يوهان فاديفول يوم الأحد، رفض إسرائيل القاطع لامتلاك إيران “أخطر سلاح في العالم”، مطالبًا بتفكيك منشآتها لتخصيب اليورانيوم.
جاءت تصريحات ساعر بالتزامن مع انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات الأمريكية-الإيرانية في سلطنة عمان، والتي تهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني.
على صعيد آخر، أثار قرار ترامب المفاجئ بوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن غضب نتنياهو، حيث أبلغ إسرائيل الجانب الأمريكي بانزعاجه من الاتفاق الذي رعتْه سلطنة عمان.
وكان ترامب قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، واصفًا ذلك بـ”استسلامهم”. وفي رد فعل فوري، أكد مسؤول أمني إسرائيلي، في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق، معلنًا استمرار بلاده في استهداف الحوثيين، وقال: “سيدفعون الثمن”.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتكثيف عملياته ضد الحوثيين، مع توقعات بشن هجمات أكثر شمولًا خلال الأيام القادمة. كما كشف مسؤولون آخرون عن دراسة القيادة العسكرية الإسرائيلية لخيارات ضرب أهداف إيرانية، محذرين من أن طهران “لن تفلت من العقاب بسهولة”، في إشارة إلى تصعيد محتمل ضد إيران مباشرة.
يُظهر هذا التطور تباينًا واضحًا بين نهج ترامب الدبلوماسي، الذي يركز على التفاوض مع إيران والحوثيين، وسياسة نتنياهو العسكرية المتشددة، مما يضع إسرائيل في موقف صعب وسط مخاوف من عزلة متزايدة عن السياسة الأمريكية في المنطقة.