انفجارات في سماء جامو الهندية رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

على الرغم من إعلان وقف إطلاق نار شامل وفوري بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية، شهدت مدينة جامو الهندية انفجارات وتحليق مقذوفات في سمائها يوم السبت، 10 مايو 2025، وفقًا لوكالة “رويترز” التي نقلت عن مصادر محلية.
جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بين البلدين لوقف التصعيد العسكري الذي اشتد خلال الأيام الماضية.
ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، أشاد بـ”الحس السليم والذكاء” لكل من الهند وباكستان لقبولهما الاتفاق، مشيرًا إلى دور الوساطة الأمريكية في إنهاء الأزمة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أن الاتفاق يتضمن وقفًا “كاملًا وليس جزئيًا” لإطلاق النار، مشيرًا إلى مساهمة حوالي 30 دولة في الجهود الدبلوماسية.
كما أعلن وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار التوصل إلى تفاهم مع باكستان بشأن وقف العمليات العسكرية، وفق وكالة “فرانس برس”.
في خطوة تعكس انفراجة مؤقتة، أعادت هيئة الطيران الباكستانية فتح المجال الجوي لجميع الرحلات بعد إغلاق استمر أيامًا بسبب التوترات. وأفادت مصادر بإجراء أول اتصال هاتفي بين الجانبين، مع سعي إسلام آباد لعقد اجتماع مع نيودلهي، وفق شبكة “سي إن إن نيوز 18″، رغم عدم صدور تأكيد رسمي من الحكومتين.
خلفية التوتر
يعود التصعيد بين الجارتين النوويتين إلى هجوم دامٍ وقع في 22 أبريل 2025 بمدينة باهالغام السياحية في إقليم كشمير المتنازع عليه، أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
اتهمت الهند باكستان بدعم المهاجمين، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. وتصاعدت الأزمة بعد هجمات هندية بطائرات مسيرة على أراضٍ باكستانية، لترد باكستان بعملية “البنيان المرصوص” التي استهدفت مواقع هندية، مما أدى إلى تبادل قصف مكثف.
جهود دبلوماسية
إلى جانب الوساطة الأمريكية، أجرى وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية الهند وباكستان لدعم جهود التهدئة، مما يعكس الاهتمام الإقليمي والدولي بتجنب حرب شاملة في المنطقة.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، واصفًا إياه بـ”الخطوة الإيجابية” نحو السلام.
تحديات استمرار التهدئة
رغم الاتفاق، فإن الانفجارات في جامو تشير إلى هشاشة الوضع. وأفادت تقارير بتبادل اتهامات بين البلدين بخرق وقف إطلاق النار، حيث أشار وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري إلى أن القوات الهندية “تتعامل بحزم” مع الانتهاكات.
كما أعرب عمر عبدالله، رئيس السلطة التنفيذية في كشمير، عن استيائه عبر منصة “إكس”، متسائلًا عن مصير الاتفاق بعد سماع انفجارات في سريناغار.
تظل قضايا مثل معاهدة مياه نهر السند، التي علقتها الهند مؤخرًا، والاتهامات المتبادلة بدعم الإرهاب، عقبات رئيسية أمام السلام الدائم.
ومع استمرار التوترات في كشمير، التي تُعد واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم، يبقى الحل الدبلوماسي الشامل ضرورة ملحة لتجنب تصعيد قد يهدد استقرار جنوب آسيا.