
مع تسارع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة عالميًا، حذر علماء من تهديد صحي متصاعد يتمثل في فطريات قاتلة كانت تقتصر سابقًا على المناطق الاستوائية، لكنها بدأت بالانتشار في مناطق معتدلة كأوروبا، ما ينذر بأزمة صحية عالمية وشيكة.
ووفقًا لدراسة علمية حديثة، فإن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الرطوبة يخلقان بيئة مثالية لتكاثر هذه الفطريات، ما يزيد من خطر إصابة البشر والحيوانات بأمراض تنفسية خطيرة قد تكون قاتلة، خاصة لأولئك الذين يعانون من ضعف في المناعة أو مشاكل مزمنة في الرئة.
وتكمن خطورة هذه الكائنات الدقيقة في قدرتها على التكيف مع حرارة جسم الإنسان، وهو ما يجعلها أشد فتكًا، كما أنها تنتج مواد سامة قد تلوث المحاصيل الزراعية وتسبب أضرارًا صحية جسيمة، مثل تلف الكبد وحتى الإصابة بالسرطان.
الخبراء يحذرون من أن هذه الفطريات أصبحت تكتسب مقاومة متزايدة للعلاجات التقليدية، ما يعقد مكافحتها ويزيد من احتمالات انتشارها بشكل واسع.
الدراسة توقعت أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة انتشار هذه الفطريات بنسبة تصل إلى 77% بحلول نهاية القرن الحالي، مما يعني أن ملايين الأشخاص في مناطق جديدة، مثل شمال أوروبا وآسيا والأميركيتين، قد يصبحون عرضة لخطر العدوى.
قالت رئيسة جمعية علمية بريطانية إن العالم يواجه تهديدًا متزايدًا لا تتوفر له حتى الآن أدوات المواجهة الكافية، محذرة من أن الفطريات، التي نتعرض لها يوميًا في بيئتنا قد تتحول، بفعل تغير المناخ، إلى خطر صحي داهم يهدد البشر بشكل غير مسبوق.