منوعات

من روث الأبقار إلى صناعات نظيفة: ابتكار بريطاني يذهل العالم!

هدير البحيري

قد يبدو الأمر أقرب للخيال، لكن العلماء أثبتوا أن لا شيء يُهدر في عالم الابتكار. روث الأبقار، الذي لطالما اعتُبر نفاية مزعجة، أصبح اليوم مادة خامًا تدخل في صناعة الملابس والمنتجات اليومية. في إنجاز علمي جديد، نجح باحثون من جامعتي “يونيفيرسيتي كوليدج لندن” و”إدنبرة نابير” في تطوير تقنية جديدة لاستخلاص ألياف السليلوز الدقيقة من روث الأبقار وتحويلها إلى مادة قابلة للاستخدام في مجالات صناعية متنوعة، منها تصنيع الكمامات الجراحية ومواد تغليف الأغذية.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة The Journal of Cleaner Production، حيث تناولت التقنية الجديدة المعروفة باسم “الغزل بالضغط الأفقي”، والتي تتيح إنتاج مواد سليلوزية بطريقة أقل تكلفة وأكثر صداقة للبيئة مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد غالبًا على مواد كيميائية سامة.

ويُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه في تحويل مخلفات حيوانية إلى سليلوز صناعي بمواصفات تجارية، ما يفتح آفاقًا واسعة أمام استخدام النفايات الحيوانية في الصناعة، ويقلل في الوقت ذاته من أعباء التلوث البيئي الذي تسببه، وفقا لما ذكره موقع “ساينس ديلي”.

وقال البروفيسور موهان إديريسينغي، قائد الفريق البحثي من قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة UCL: “تساءلنا في البداية عما إذا كان بالإمكان استخراج الألياف الدقيقة من السليلوز الموجود في روث الأبقار، وهو ناتج عن بقايا النباتات التي تستهلكها الحيوانات، وتحويلها إلى مادة سليلوزية صالحة للاستخدام الصناعي”.

وأضاف: “نجحنا في استخلاص الألياف باستخدام تفاعلات كيميائية خفيفة وعمليات تجانس، ثم قمنا بتحويلها إلى محلول سائل. وعبر سلسلة من التجارب، توصلنا إلى أن استخدام أوعية أفقية مزودة بفوهات تضخ السائل في الماء الساكن أو المتدفق كان المفتاح لتكوين الألياف”.

وأوضح إديريسينغي أن التقنية الجديدة لا تحتاج إلى فولتات كهربائية عالية كما هو الحال في تقنيات أخرى مثل “الغزل الكهربائي”، مما يجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وأسهل في التوسع الصناعي.

من جانبها، أشارت الباحثة يانكي داي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن روث الأبقار يُعد من المخلفات الزراعية الملوثة للبيئة، لما له من دور في تلويث المياه وإطلاق غازات دفيئة ضارة، إلى جانب كونه مصدرًا محتملاً للأمراض.

وأضافت: “تحويل هذا العبء البيئي إلى مادة صناعية مفيدة قد يمثل فرصة ذهبية لمزارعي الألبان، ويمنحهم مصدر دخل إضافيًا”.

ويبحث الفريق البحثي حاليًا عن فرص تعاون مع مزارع الألبان لتطبيق التقنية على نطاق أوسع، في ظل التوقعات بزيادة حجم النفايات الحيوانية عالميًا بنسبة تصل إلى 40% بين عامي 2003 و2030، ما يزيد من الحاجة إلى حلول مستدامة وفعالة لمعالجة هذه النفايات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى