تقارير

كوريا الشمالية تطلق صاروخًا باليستيًا نحو بحر اليابان

أعلن الجيش الكوري الجنوبي، اليوم الخميس 8 مايو 2025، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا غير محدد باتجاه بحر الشرق، المعروف باسم بحر اليابان. وفقًا لهيئة الأركان المشتركة في سيول، تم رصد إطلاق الصاروخ في حوالي الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت المحلي (01:30 بتوقيت غرينتش).

وأشارت تقارير إلى أن الصاروخ قطع مسافة تقارب 800 كيلومتر قبل أن يسقط في البحر خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، دون تسجيل أي أضرار للسفن أو الطائرات في المنطقة.

سياق الإطلاق

يأتي هذا الإطلاق بعد أسبوع من إصدار الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، تعليمات بتسريع تطوير الأسلحة النووية للقوات البحرية، مما يعكس تصعيدًا في التوترات الإقليمية.

ويُعد هذا الحدث الخامس من نوعه هذا العام، حيث تواصل كوريا الشمالية اختبار صواريخها الباليستية رغم العقوبات الأممية التي تحظر مثل هذه الأنشطة.

ردود الفعل الدولية

– كوريا الجنوبية: أدانت هيئة الأركان المشتركة الإطلاق ووصفته بـ”الاستفزاز الخطير”، مؤكدة تعزيز حالة التأهب ومشاركة المعلومات مع الولايات المتحدة واليابان.

– اليابان: أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرًا أوليًا للسفن في المنطقة، وأكد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا أن مثل هذه الأعمال تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، معربًا عن قلقه من تطوير كوريا الشمالية لتقنياتها الصاروخية.

– الولايات المتحدة: أدانت الإطلاق وأكدت التزامها “الصلب” بالدفاع عن حلفائها في المنطقة، مع استمرار التشاور مع سيول وطوكيو لمواجهة التهديدات.

التوترات الإقليمية

تتزامن هذه التجربة الصاروخية مع تصاعد التوترات بين الكوريتين، حيث لا تزال العلاقات بين بيونغ يانغ وسيول في أدنى مستوياتها منذ عقود.

كوريا الشمالية تبرر تطوير ترسانتها العسكرية كاستجابة لما تصفه بـ”المناورات العسكرية العدوانية” من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بما في ذلك تدريبات “درع الحرية” السنوية التي بدأت في مارس 2025.

خلفية عسكرية

في السنوات الأخيرة، كثّفت كوريا الشمالية جهودها لتطوير أسلحتها، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBM) مثل “هواسونغ-19″ الذي وُصف بـ”أقوى صاروخ استراتيجي” في العالم، بالإضافة إلى صواريخ كروز وأسلحة نووية تكتيكية. كما كشفت عن خطط لبناء مدمرة بحرية جديدة قد تحمل صواريخ نووية قصيرة المدى.

التداعيات

ينظرإلى هذا الإطلاق كجزء من استراتيجية كوريا الشمالية لإظهار قوتها العسكرية، خاصة مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير 2025.

ويعتقد أن بيونغ يانغ تسعى إلى تعزيز موقفها التفاوضي مع واشنطن، خاصة بعد فشل المحادثات النووية في السنوات الماضية.

الوضع الإقليمي الأوسع

تتزامن هذه التطورات مع تقارير عن تعاون عسكري متزايد بين كوريا الشمالية وروسيا، بما في ذلك نشر قوات شمالية في روسيا وتزويد موسكو بالصواريخ لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

يبقى الوضع في شبه الجزيرة الكورية شديد الحساسية، مع استمرار كوريا الشمالية في تحدي العقوبات الدولية وتطوير قدراتها العسكرية.

وتشير التحليلات إلى أن هذه الاختبارات قد تكون مقدمة لتجارب نووية أو إطلاق أقمار صناعية محظورة في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى