بورتسودان تحت القصف: الجيش السوداني يتصدى لهجمات مسيرات الدعم السريع

هزت انفجارات عنيفة مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، بعد هجوم جديد بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع لليوم الرابع على التوالي.

المضادات الأرضية تصدت للهجوم، فيما أكدت مصادر عسكرية سودانية نجاح أنظمة الدفاع في إسقاط عدد من المسيرات، بما في ذلك واحدة استهدفت مقر الكلية الجوية شمال المدينة.

تفاصيل الهجوم

خلال يوم الأربعاء، أعلن الجيش السوداني أن أنظمة الدفاع المضادة تمكنت من اعتراض مسيرات هاجمت قاعدة فلامنغو البحرية، أكبر قاعدة بحرية في البلاد، وأسقطت معظمها.

وقال متحدث باسم الجيش:

تصدت المضادات الأرضية بنجاح لمسيرات حاولت استهداف القاعدة، ولم تُسجل إصابات.

سُمع دوي انفجارات متتالية في المدينة، خاصة من الجهة الشمالية حيث تقع القاعدة، لكن لم يتضح ما إذا كانت الأضرار طالت مواقع عسكرية أو مدنية.

هجمات متكررة

تتعرض بورتسودان لهجمات مكثفة منذ أيام، حيث استهدفت قوات الدعم السريع مواقع استراتيجية مثل مطار المدينة، الميناء البحري، ومستودعات الوقود الرئيسية.

تسببت هذه الهجمات في حرائق هائلة، خاصة في مستودعات الوقود، وألحقت أضرارًا بالبوابة الرئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية.

كما أدت ضربة مسيرة يوم الثلاثاء إلى إلغاء جميع الرحلات الجوية المجدولة من مطار بورتسودان بعد استهداف الجزء المدني منه.

تداعيات إنسانية وسياسية

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه العميق” إزاء تصعيد الهجمات على بورتسودان، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى “خسائر مدنية واسعة النطاق وتدمير البنية التحتية الحيوية”.

وأشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، إلى أن استهداف المدينة، التي تُعد نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية، يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث نزح 13 مليون شخص ويواجه نصف السكان انعدام الأمن الغذائي.

سياق الصراع

تأتي هذه الهجمات في إطار تصعيد قوات الدعم السريع لعملياتها باستخدام المسيرات، بعد خسارتها مواقع استراتيجية لصالح الجيش السوداني في الخرطوم وغرب كردفان.

وتهدف هذه العمليات إلى إرباك الجيش وتعطيل تقدمه، خاصة في بورتسودان التي تضم المقر الحكومي المؤقت، المطار الرئيسي، وميناء التصدير الرئيسي.

وتعهد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بالرد على هذه الهجمات، مؤكدًا أن الجيش سيواصل “تحرير السودان شبرًا شبرًا”.

تنديد دولي

أدانت دول مثل مصر، السعودية، قطر، الكويت، وجيبوتي، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الهجمات على بورتسودان، معتبرة إياها تهديدًا للاستقرار الإقليمي. كما رفضت محكمة العدل الدولية دعوى السودان ضد الإمارات، التي اتهمتها بتزويد قوات الدعم السريع بالمسيرات، في قرار أثار جدلاً واسعًا.