محادثات تجارية أمريكية-صينية مرتقبة في سويسرا لتهدئة الحرب الجمركية

في خطوة تهدف إلى تخفيف التوترات الاقتصادية المتصاعدة، أعلنت الولايات المتحدة والصين عن عقد لقاء رفيع المستوى في سويسرا خلال الفترة من 9 إلى 12 مايو 2025.
سيجمع اللقاء وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ لمناقشة الحرب التجارية المستمرة بين البلدين، والتي تفاقمت بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة منذ أبريل الماضي.
أكد بيسنت أنه سيتوجه إلى سويسرا يوم الثلاثاء لإجراء حوارات بناءة تركز على إعادة التوازن للنظام الاقتصادي العالمي بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.
وأشار إلى أن هذه المحادثات تأتي في سياق السعي لتخفيف التوترات الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بنسبة 145% على الواردات الصينية، والتي قابلتها بكين برسوم مضادة بنسبة 125% على السلع الأمريكية.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن هي ليفينغ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، سيزور سويسرا بدعوة من الحكومة السويسرية، حيث سيلتقي بيسنت بصفته المسؤول عن القضايا الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وشددت بكين على أنها لن تتنازل عن مواقفها الأساسية، مؤكدة التزامها بالدفاع عن العدالة خلال المفاوضات.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن المحادثات جاءت استجابة لضغوط من الصناعات والمستهلكين الأمريكيين، لكنه أكد أن أي تقدم يتطلب من واشنطن معالجة الأضرار الناجمة عن الرسوم الأحادية.
وكانت الصين قد أشارت يوم الجمعة الماضي إلى أنها تدرس اقتراحًا أمريكيًا لإجراء مفاوضات حول الرسوم الجمركية، مما يعكس إمكانية تهدئة الصراع الاقتصادي الذي هز الأسواق العالمية وتسبب في اضطرابات بسلاسل التوريد.
ورغم إعلان ترامب سابقًا عن وجود محادثات جارية، نفى بيسنت أمام لجنة برلمانية يوم الثلاثاء أن تكون هناك مفاوضات رسمية حتى الآن، مما يبرز تضارب التصريحات داخل الإدارة الأمريكية.
تأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوترات التجارية التي أدت إلى إغلاق مصانع كيميائية في الصين نتيجة الرسوم الباهظة، وتأثيرات سلبية على الاقتصادين الأمريكي والصيني.
وتشير تقارير إلى أن كلا الطرفين يبدي استعدادًا ضمنيًا للتفاوض، لكن كلاهما يتردد في اتخاذ الخطوة الأولى خوفًا من فقدان الهيبة أمام الجمهور الداخلي.
تعد هذه المحادثات، التي وصفت بأنها الأعلى مستوى منذ فرض الرسوم، خطوة حاسمة قد تمهد الطريق لاتفاق مبدئي يمنع تصعيد الرسوم الجمركية إلى مستويات أعلى، مع توقعات بأن يستغرق التوصل إلى اتفاق شامل شهورًا.