تقاريرمقالات

كشمير المتنازع عليها: 8 عقود من العداء بين الهند وباكستان

تتصاعد نذر الصراع بين الهند وباكستان في إقليم كشمير المقسم، بعد هجوم دامٍ في 22 أبريل 2025 في مدينة باهالغام السياحية بالشطر الهندي، أسفر عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 17 آخرين، وهو الأكثر دموية منذ عقدين.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها رسميًا، لكن الهند اتهمت باكستان بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما نفته إسلام أباد بشدة.

ردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الثلاثاء، أن الهند ستمنع تدفق مياه الأنهر التي تنبع من أراضيها إلى باكستان، مؤكدًا أن هذه المياه ستُستخدم لخدمة المصالح الهندية.

وقال في خطاب:

“كانت مياه الهند تتدفق إلى الخارج، لكن هذا سيتوقف الآن لصالح بلادنا”.

يعتمد إقليم كشمير، الواقع في جبال الهيمالايا بمناظره الخلابة وقممه المغطاة بالثلوج، بشكل رئيسي على السياحة كمصدر رزق، لكن هذه الصناعة أصبحت من أولى ضحايا التوترات الأخيرة بين البلدين.

خاضت الهند وباكستان، الدولتان النوويتان، حربين كبيرتين حول الإقليم المتنازع عليه، حيث يطالب كل طرف بالسيادة الكاملة بينما يسيطر على جزء منه فقط. كما شهدت الحدود مناوشات متكررة جعلت كشمير خط مواجهة دائم.

بعد صمود وقف إطلاق نار لمدة أربع سنوات، عاد التوتر ليتصاعد، وفيما يلي استعراض لأسباب النزاع وأبرز محطاته:

1947: بداية الصراع مع تقسيم شبه القارة

بدأ النزاع على كشمير مع انسحاب بريطانيا من جنوب آسيا عام 1947، وتقسيم شبه القارة الهندية إلى الهند ذات الغالبية الهندوسية وباكستان ذات الغالبية المسلمة.

سُمح لحكام الولايات الأميرية باختيار الانضمام لأي من الدولتين أو البقاء مستقلين. تردد المهراجا هاري سينغ، الحاكم الهندوسي لكشمير، في اتخاذ قرار، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عسكرية بعد ادعاء كل دولة بحقها في الإقليم.

اضطر المهراجا للانضمام إلى الهند مقابل ضمانات أمنية بعد دخول ميليشيات باكستانية، ووقّع وثيقة الانضمام في أكتوبر 1947، ليصبح جزء من كشمير تحت السيطرة الهندية.

1949: نهاية الحرب الأولى

انتهت الحرب الأولى في يناير 1949 بوساطة الأمم المتحدة، وتم رسم خط وقف إطلاق نار قسّم الإقليم، حيث سيطرت الهند على ثلثيه (جامو، لاداخ، ووادي كشمير) وباكستان على الثلث المتبقي (آزاد كشمير وجيلجيت بالتستان). كان الخط مؤقتًا بانتظار تسوية سياسية لم تتحقق.

1965: الحرب الثانية

تصاعدت التوترات في 1965 بعد هجوم باكستاني عبر خط وقف النار، مما أدى إلى حرب شاملة استمرت ثلاثة أسابيع وخلفت دمارًا واسعًا.

أطلقت باكستان “عملية جبل طارق” للسيطرة على أجزاء هندية، فردت الهند بهجوم على غرب باكستان، مخلفة آلاف القتلى.

1966: إعلان طشقند

وقّعت الدولتان معاهدة سلام في 1966، تعهدتا فيها بإعادة الأراضي المحتلة والعودة إلى حدود 1949، لكن التوترات استمرت.

1972: خط المراقبة

بعد حرب 1971 التي أدت إلى انفصال بنغلاديش، أعادت الهند وباكستان النظر في قضية كشمير. أُطلق اسم “خط المراقبة” على خط وقف النار، مع احتفاظ كل طرف بمناطقه دون تغييرات جوهرية.

1974: السباق النووي

أجرت الهند أول اختبار نووي في 1974، تبعتها باكستان لاحقًا، مما جعل الصراع أكثر خطورة مع امتلاك الدولتين أسلحة نووية.

1989: تمرد مسلح

اندلع تمرد في الجزء الهندي بقيادة “جبهة تحرير جامو وكشمير” ضد السيطرة الهندية، مطالبًا إما بالاستقلال أو الاندماج مع باكستان.

1999: حرب كارجيل

تسلل مسلحون من باكستان إلى الشطر الهندي، مما أدى إلى حرب كارجيل. اتهمت الهند الجيش الباكستاني بالوقوف وراء العملية، بينما نفت باكستان ذلك. انتهت الحرب بانسحاب المسلحين بعد ضغوط دولية.

2001-2008: تصاعد الهجمات

شهدت المنطقة هجمات بارزة، منها هجوم 2001 على برلمان جامو وكشمير، وهجوم مومباي 2008 الذي قتل 166 شخصًا، واتهمت الهند باكستان بالضلوع فيهما.

2010-2014: احتجاجات وعنف

اندلعت احتجاجات كبيرة في وادي كشمير بعد مقتل متظاهر، وشهدت المنطقة تصاعد العنف مع هجمات متبادلة عبر خط السيطرة.

2019: إلغاء الحكم الذاتي

ألغت الهند الوضع الخاص لكشمير في أغسطس 2019، وفرضت إجراءات صارمة شملت قطع الإنترنت واعتقال الآلاف. في نفس العام، قتل تفجير 40 جنديًا هنديًا، مما دفع الهند لشن غارات جوية على باكستان.

2020-2023: إغلاق وعنف متصاعد

خضعت جامو وكشمير لإغلاق مشدد لأكثر من عام، مع قطع الاتصالات وتسجيل آلاف حوادث إطلاق النار عبر الحدود في 2020. في 2023، خرقت الهند وقف إطلاق النار بقتل مدنيين باكستانيين.

2025: هجوم باهالغام

أعاد الهجوم الأخير في باهالغام إشعال التوترات، حيث تبنته “جبهة مقاومة كشمير”، مما دفع الهند وباكستان إلى تقليص العلاقات الدبلوماسية وتبادل إجراءات عقابية، مما ينذر بتصعيد خطير في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى