في تطور عسكري بارز، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم 5 مايو 2025 عن تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، ونشر صوراً تُظهر لحظة إقلاع الطائرات الحربية التي نفذت العملية مساء الإثنين.
جاءت هذه الضربات رداً على هجوم صاروخي أطلقه الحوثيون في اليوم السابق، حيث سقط صاروخ بالقرب من مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت ميناء الحديدة، وهو ثاني أكبر ميناء على البحر الأحمر في اليمن، بالإضافة إلى أهداف أخرى في أحياء السلخانة والحوك ومصنع أسمنت شرقي المدينة.
وأشار إلى أن هذه العملية تأتي كرد فعل على سلسلة الهجمات التي يشنها الحوثيون، والتي تضمنت إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية ومواطنيها.
ووصف الجيش الإسرائيلي الحوثيين بـ”النظام الإرهابي”، مؤكداً أن هجماتهم المتكررة استدعت رداً حاسماً.
من جانبهم، أفاد خمسة من سكان مدينة الحديدة لوكالة رويترز بأن الغارات الإسرائيلية، التي تجاوز عددها 10 ضربات، استهدفت ميناء الحديدة ومناطق مجاورة، بينما طالت أربع ضربات أخرى مصنع الأسمنت.
ويُعتبر ميناء الحديدة من المنشآت الحيوية في اليمن، حيث يمر عبره حوالي 80% من الواردات الغذائية للبلاد.
في سياق متصل، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات تعهد فيها بالرد بقوة على الهجوم الصاروخي الحوثي الذي وقع يوم الأحد.
ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تمكن من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ضمن سلسلة هجمات بدأت منذ مارس 2025.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحوثيين، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن، في شن هجمات على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر.
ويبرر الحوثيون هذه العمليات بأنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
على صعيد آخر، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر في مارس 2025 بشن ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد الحوثيين، بهدف الحد من قدراتهم العسكرية وردعهم عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعكس التوتر المتزايد في المنطقة.
تظل هذه العمليات العسكرية جزءاً من ديناميكيات الصراع المعقدة في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، مع تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي والملاحة البحرية في البحر الأحمر.
