
تعرض أوزجور أوزيل رئيس حزب الشعب الجمهوري – أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا- الأحد، لاعتداء بالضرب بعد انتهاء مراسم تأبين نائب رئيس البرلمان ونائب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب سرّي ثريا أوندير، في مركز أتاتورك الثقافي بولاية إسطنبول.
ووفقًا لما ذكرته الصحف التركية، ردد منفذ الاعتداء عبارة “أنا حفيد العثمانيين” خلال خروج الحضور من عزاء نائب رئيس البرلمان التركي سرّي ثريا أوندير، ثم قام بصفع أوزيل على وجهه من مسافة قريبة.
وكشفت أجهزة الأمن أن منفذ الاعتداء يُدعى سلجوق تينجي أوغلو، من مواليد 1959 في ولاية غازي عنتاب، وله سجل إجرامي سابق، إذ ارتكب جريمة قتل بحق أبنائه في ولاية هاتاي عام 2004.
وعقب الهجوم، شارك حساب يحمل اسم منفذ الاعتداء منشورات على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، تضمنت تهديدات لأوزيل وعائلته مما أثار رد فعل كبير في تركيا.
وشارك الحساب في أحد منشوراته، رسائل تهديد صادمة، زعم فيها المتهم معرفته الشخصية بابنة أوزيل، وكتب: “أعرف ابنتك إيبك وأعرف كل شيء عنك. لنرى يا أوزيل هل أبناءك أيضا فاسدون بقدرك؟ نهاية هذا الفيلم ونهايتك ستكون في المقابر.”
وفي منشور آخر، ذكر أنه شقيق منفذ الاعتداء وينشر نيابة عنه، قائلا: “هذا حساب سلجوق تينجي أوغلو وأكتب هنا بصفتي شقيقه الأكبر، مضيفًا: ” أخي لم يندم، وسلمت يداه، المرة القادمة لن تكون مجرد لكمة، بل قد لا ينجو أحد”.
ولم يكن الهجوم الذي تعرض له رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزيل، الأول الذي يستهدف أحد قادة أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، إذ يعيد إلى الأذهان ثلاث هجمات وقعت خلال العقد الأخير.
في ظل تصاعد التوتر السياسي وتزايد الاستقطاب في المجتمع التركي خلال السنوات الأخيرة، تعرض كمال قليتشدار أوغلو خلال فترة رئاسة الحزب، لثلاثة هجمات، بينما كان الهجوم الأخير موجهًا ضد الرئيس الحالي للحزب أوزجور أوزيل.
في 8 أبريل 2014، بينما كان قليتشدار أوغلو في طريقه إلى اجتماع الكتلة البرلمانية في مجلس الامة، تعرض لاعتداء باللكم من قبل شخص.
وأسقط الهجوم نظارات قليتشدار أوغلو، وتم احتجاز المعتدي على الفور من قبل شرطة البرلمان.
وفي 25 أغسطس 2016، نجا زعيم المعارضة التركية كمال قليتشدار أوغلو من محاولة اغتيال استهدفت موكبه في ولاية آرتفين، حيث فتح عناصر من حزب العمال الكردستاني النار على الموكب.
وأسفر الهجوم عن استشهاد الجندي فاتح تشايباشي وإصابة اثنين من أفراد الأمن. وعلق قليتشدار أوغلو بمرارة: “أكبر ألم في هذا الحادث هو فقدان أحد جنودنا… هذا ما كسر قلبي حقًا”.
وخلال مراسم تشييع أحد الجنود الأتراك الذين لقوا حتفهم في ليبيا عام 2019، تعرض زعيم المعارضة كمال قليتشدار أوغلو لهجوم عنيف في منطقة تشوبوك بأنقرة، حيث حاصره حشد غاضب وانهال عليه باللكمات والحجارة. تلقى لكمة مباشرة من أحد المعتدين، واضطر إلى الاحتماء داخل منزل قريب تحت حماية مشددة، في مشهد صادم كاد يتحول إلى كارثة سياسية. كما تم تحطيم نوافذ سيارته وسط حالة من الفوضى والغضب الشعبي.
أعادت هذه الاعتداءات المتكررة على قادة حزب الشعب الجمهوري إثارة المخاوف من تصاعد العنف في الساحة السياسية، وسط تصاعد نبرة التحريض وخطاب الكراهية. كما سلطت الضوء مجددًا على هشاشة إجراءات تأمين قادة المعارضة، وطرحت تساؤلات جدية حول مستقبل الحياة الديمقراطية في تركيا في ظل هذا المناخ المتوتر.