إيران منفتحة على نقل اليورانيوم إلى روسيا أو أميركا في المفاوضات النووية

كشفت تقارير جديدة عن استعداد إيران لمناقشة إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دول مثل روسيا أو الولايات المتحدة، في سياق المفاوضات الجارية حول برنامجها النووي.
هذا التصريح جاء من مسؤول إيراني لوكالة “رويترز”، الذي أضاف أن حجم المخزون الإيراني من اليورانيوم وآلية شحنه، وكذلك عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها طهران، لا تزال قيد النقاش.
وعلى الرغم من استعداد إيران للنقاش حول هذه القضايا، شدد المسؤول الإيراني على أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم هو “خط أحمر” لا يمكن التفاوض عليه.
الشروط الأميركية والموقف الإيراني
قدمت الولايات المتحدة لائحة جديدة من الشروط التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، وذلك عبر وزير الخارجية الأميركي.
ولكن إيران لم تقبل بهذه الشروط، وأكدت أن حقها في تخصيب اليورانيوم يُعتبر غير قابل للتفاوض. ومع ذلك، أشار المسؤولون الإيرانيون إلى أن هناك جوانب من المفاوضات لا تزال مفتوحة، مثل تحديد حجم مخزون اليورانيوم المخصب، وآلية شحنه إلى الخارج، فضلاً عن عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لإيران استخدامها.
الاقتراحات التي تم مناقشتها
خلال جولات المحادثات التي جرت في أبريل، تم بحث مقترحات تنص على أن إيران ستحدد مستوى التخصيب عند 3.67%، وهو الحد المتفق عليه في اتفاق عام 2015، وهو ما يتماشى مع شروط خطة العمل الشاملة المشتركة.
إضافة إلى ذلك، أبدت إيران استعدادها لمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول الموسع إلى مواقعها النووية. وتعد هذه المبادرة خطوة نحو تعزيز الشفافية في الأنشطة النووية الإيرانية.
إيران تدرس تقليص قدرتها على التخصيب
إحدى المقترحات التي جرى بحثها تتعلق بتقليص قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، بحيث تقتصر على الحد الأدنى من أجهزة الطرد المركزي، مع إمكانية استيراد باقي اليورانيوم المخصب من دول أخرى، مثل روسيا.
هذا الحل قد يُعتبر بمثابة تسوية وسط بين الالتزام بالتخصيب المحدود واستيراد المواد النووية اللازمة، وهو ما يساهم في تخفيف القلق الدولي حول إمكانية إنتاج إيران لسلاح نووي.
الضمانات الأميركية والقلق الإيراني
في مقابل تقديم التنازلات حول التخصيب، طلبت إيران ضمانات من الولايات المتحدة بعدم انسحابها مجددًا من الاتفاق النووي كما حدث في 2018.
وفيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني، قدمت طهران عرضًا بالامتناع عن صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كـ “بادرة حسن نية”، لكن واشنطن وإسرائيل تضغطان لوقف تطوير الصواريخ الباليستية بشكل كامل. طهران، من جانبها، ترفض إدراج البرنامج الصاروخي في المفاوضات.
خلافات حول دعم إيران للحوثيين
من بين القضايا الخلافية الأخرى بين إيران والولايات المتحدة هو دعم طهران للحوثيين في اليمن. حيث تطالب واشنطن بوقف هذا الدعم كشرط للتوصل إلى اتفاق شامل.
هذا الموضوع، مثل قضايا أخرى، لا يزال محور نقاش حاد في المفاوضات بين الأطراف المعنية.
تسارع المحادثات والقلق الإقليمي
الولايات المتحدة وإيران عقدتا ثلاث جولات من المحادثات في غضون ثلاثة أسابيع، بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
ومن المتوقع أن تُعقد جولة رابعة في روما قريبًا. وبينما تسعى كل من الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق، يظل القلق الإقليمي خاصة من إسرائيل حول احتمال فشل المفاوضات أو التصعيد العسكري.