رئيس باكستان يحذر واشنطن من تصعيد الهند في كشمير

في ظل تصاعد التوتر بين الهند وباكستان عقب الهجوم الدامي في منطقة باهالغام بكشمير، وجّه رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، اتهامات مباشرة إلى نيودلهي بممارسة “استفزازات ممنهجة” تهدف إلى إشعال الوضع الحدودي، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه، يوم الأربعاء، مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وذكر بيان صادر عن الحكومة الباكستانية أن شريف أعرب عن قلقه الشديد تجاه ما وصفه بـ”النهج العدائي المتصاعد” من قبل الهند، مشدداً على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لمنع مزيد من التصعيد.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير روبيو سيجري اتصالات مع كل من نظيريه الهندي والباكستاني، في محاولة لتهدئة الأوضاع والحث على ضبط النفس، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس”.
تبادل لإطلاق النار وتحذيرات عسكرية
بالتوازي مع التحركات السياسية، أكّد الجيش الباكستاني أنه ناقش مع نظيره الهندي خلال الاتصال الأسبوعي الذي يُعقد كل ثلاثاء، حوادث إطلاق نار وقعت قبل ستة أيام على طول “خط المراقبة” الذي يمثل الحدود الفعلية بين البلدين في إقليم كشمير. وأوضح المتحدث العسكري الباكستاني، الجنرال أحمد شودري، أن المحادثات شملت ما وصفه بـ”انتهاكات وقف إطلاق النار”.
وفي المقابل، أشار مصدر عسكري هندي إلى أن قوات البلدين تبادلت إطلاق النار لليلة السادسة على التوالي، مشيراً إلى استمرار التوتر على طول الخط الفاصل في منطقة جبال الهيمالايا الشاهقة.
كما أعلن مصدر أمني باكستاني أن الدفاعات الباكستانية أسقطت طائرتين مسيّرتين هنديتين قال إنها دخلت المجال الجوي الباكستاني بشكل غير مشروع يوم الثلاثاء.
الهجوم الأكثر دموية منذ عقود
تدهورت العلاقات بين البلدين النوويين بشكل حاد بعد هجوم باهالغام الذي وقع في 23 أبريل الجاري، وأسفر عن مقتل 26 سائحًا هندياً، غالبيتهم من الطائفة الهندوسية.
وقد اعتبرته الهند الهجوم الأعنف على المدنيين في كشمير خلال الـ25 عامًا الماضية، متهمة جماعات متطرفة مقرها باكستان بالوقوف خلفه.
لكن إسلام أباد نفت تلك الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة أن منفذي الهجوم ينتمون إلى جماعات محلية لا علاقة لها بأي دعم خارجي.
وجاءت هذه الأحداث في ظل إجراءات متسارعة من كلا الجانبين، شملت إغلاق المعابر الحدودية، ترحيل مواطنين، وخطوات دبلوماسية متوترة، مما ينذر بإمكانية انزلاق الأمور إلى مواجهة أوسع ما لم تُبذل جهود فعالة للتهدئة.