أخبار عربية

جدل بين العراق وليبيا حول شحنة أدوية لعلاج السرطان: تناقضات وتساؤلات مفتوحة

في 29 أبريل 2025، اندلع جدل بين العراق وليبيا بسبب شحنة أدوية مخصصة لعلاج السرطان، أعلن العراق عن تصديرها إلى ليبيا، فيما نفت السلطات الليبية استلامها أو استيرادها.

العراق يعلن تصدير أدوية السرطان إلى ليبيا

أعلنت وزارة الصحة العراقية، بالتعاون مع الخطوط الجوية العراقية، عن إرسال أول شحنة أدوية لعلاج السرطان إلى ليبيا، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وأشار السفير العراقي في طرابلس، أحمد الصحاف، إلى أن الأدوية المصنعة محليًا وصلت إلى ليبيا لدعم الأمن الدوائي في المنطقة. واعتبرت السلطات العراقية هذه الخطوة إنجازًا يعكس قدراتها في إنتاج وتصدير الأدوية.

ليبيا تنفي استيراد الأدوية من العراق

في رد فعل سريع، نفت الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان في ليبيا، برئاسة حيدر السائح، استيراد أي أدوية من العراق أو أي دولة عربية أو آسيوية.

وأكدت الهيئة أنها تعتمد حصريًا على أدوية مستوردة من الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تتوافق مع أعلى معايير الجودة العالمية.

وأوضحت أنها غير مسؤولة عن أي أدوية تدخل البلاد خارج قنواتها الرسمية، محملة الجهات المستوردة المسؤولية القانونية والطبية الكاملة.

تصريحات متضاربة تثير الجدل

التناقض بين تصريحات الجانبين أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والطبية، فبينما يؤكد العراق إرسال الشحنة، تنفي ليبيا علمها بها، مما يطرح تساؤلات حول مصير الأدوية وكيفية وصولها إلى ليبيا إن كانت السلطات الرسمية غير مشاركة في العملية.

هذا الوضع فتح الباب أمام تكهنات حول تورط وسطاء أو شركات خاصة ربما تعمل خارج الأطر الرسمية.

مخاوف من جودة الأدوية المستوردة

أثارت الحادثة مخاوف من دخول أدوية غير مطابقة للمواصفات الطبية إلى ليبيا، خاصة مع سجل البلاد في التعامل مع أدوية مغشوشة.

في السنوات الأخيرة، كشفت السلطات الليبية عن استيراد أدوية لعلاج السرطان من دول مثل الهند، قبرص، تركيا، ومالطا، تبين أنها غير صالحة للاستخدام وتسببت في أعراض جانبية خطيرة للمرضى.

هذه الخلفية زادت من حساسية الوضع ودفعت إلى المطالبة بتوضيح رسمي حول الشحنة العراقية.

تساؤلات حول مصير الشحنة

حتى الآن، لا يزال مصير الشحنة غامضًا. لم يصدر أي بيان رسمي يوضح ما إذا كانت الأدوية قد وصلت فعلاً إلى ليبيا، أو ما إذا كانت مخزنة لدى جهة غير رسمية.

كما لم تُكشف تفاصيل عن طبيعة الأدوية، مصنعيها، أو ما إذا كانت قد خضعت لفحوصات جودة دولية. هذه الغموض يزيد من القلق بين مرضى السرطان في ليبيا، الذين يعتمدون على أدوية موثوقة لعلاجهم.

سوابق ليبيا في استيراد أدوية مشبوهة

تشهد ليبيا منذ سنوات تحديات كبيرة في تنظيم سوق الأدوية، حيث تكررت حالات استيراد أدوية غير مطابقة للمعايير.

الحادثة الأخيرة تضيف إلى سلسلة من التجاوزات، مما يعزز الحاجة إلى رقابة صارمة على عمليات الاستيراد. خبراء طبيون في ليبيا دعوا إلى تفعيل آليات فحص الأدوية قبل توزيعها، لضمان سلامة المرضى وحمايتهم من المخاطر.

خطوات مستقبلية لتوضيح الحادثة

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية وطبية لتسوية الجدل. السلطات الليبية قد تطالب بتحقيق رسمي لمعرفة الجهة التي تلقت الشحنة، إن وجدت، بينما قد يسعى العراق إلى تقديم وثائق تثبت عملية التصدير، في الوقت نفسه، يبقى مرضى السرطان في ليبيا في انتظار ضمانات بتوفير أدوية آمنة وفعالة.

الحادثة بين العراق وليبيا حول شحنة أدوية السرطان كشفت عن فجوات في التنسيق بين الدول والتحديات التي تواجهها ليبيا في ضبط سوق الأدوية.

في ظل التصريحات المتضاربة، يبقى مصير الشحنة مجهولاً، مع مخاوف متزايدة من تكرار سيناريوهات الأدوية المغشوشة. يتطلب الأمر تحقيقًا شفافًا وتعاونًا بين البلدين لحماية المرضى وضمان الأمن الدوائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى