أخبار دوليةمنوعات

هل تجاوزت إسطنبول الخطر أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد؟

هدير البحيري

حذر خبير الزلازل الياباني يوشينوري موريواكي من احتمال وقوع زلزال بقوة 7 درجات في إسطنبول خلال الشهرين المقبلين، مشيراً إلى أن “الزلزال الأخير لم يكن الزلزال الكبير المرتقب”.

وفي مداخلة هاتفية عبر قناة “إيكول تي في” التركية، قدّم الخبير الياباني يوشينوري موريواكي تقييمه للزلازل الأخيرة في إسطنبول، محذرًا من مخاطر قادمة وداعيًا لاتخاذ التدابير اللازمة.

تحذيرات موجهة لسكان مناطق معينة

ووجّه موريواكي تحذيرًا لسكان أحياء بويوك تشكمجة، أفجيلار، بيليك دوزو، أسنيورت، زيتين بورنو، بكركوي، وفاتح، مشيرًا إلى أن رقة القشرة الأرضية في هذه المناطق تزيد من خطورتها في حال وقوع زلزال.

تباين في آراء الخبراء حول احتمالية وقوع زلزال كبير

في المقابل، صرّح بعض الخبراء المحليين أنه بعد الزلزال الأخير لا يتوقعون حدوث هزة أكبر، داعين المواطنين إلى عدم الذعر.

غير أن خبراء دوليين مثل موريواكي يرون أن الأشهر القليلة المقبلة حرجة جداً بالنسبة لإسطنبول، وأنه من الضروري اتخاذ التدابير اللازمة.

تفاصيل الزلزال الأخير في بحر مرمرة

وفي 23 أبريل، ضرب زلزال عنيف بقوة 6.2 درجة بحر مرمرة قبالة سواحل سيليفري، أعقبه تسلسل مستمر من الهزات الارتدادية، التي رغم تراجع شدتها، ما تزال تهز المنطقة حتى اليوم.

وأظهرت بيانات هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أن الزلزال الرئيسي أعقبه أكثر من 300 هزة ارتدادية، بينها هزات قوية بلغت شدتها 5.9 درجة، مما عزز المخاوف من احتمالية وقوع زلازل أكبر.

خسائر بشرية ومادية

وأسفر الزلزال عن إصابة ما لا يقل عن 359 شخصًا، معظمهم نتيجة التدافع أو القفز من المباني بفعل حالة الهلع، دون تسجيل أي وفيات.

وفيما يتعلق بالأضرار المادية، تضرر نحو 378 مبنى في عدة مناطق، شملت انهيارات جزئية في أحياء بكركوي وفاتح، بالإضافة إلى سقوط سقف أحد المباني في منطقة بويوك تشكمجة.

جهود حكومية مكثفة لمواجهة المخاطر

في المقابل، كثفت السلطات التركية جهودها لتعزيز استعداداتها لمواجهة المخاطر الزلزالية المحتملة، خاصة في مدينة إسطنبول والمناطق المحيطة بها.

وفي إطار “برنامج التحول الحضري”، أطلقت الحكومة خطة شاملة تهدف إلى إعادة تأهيل أو استبدال أكثر من 165 ألف وحدة سكنية معرضة للخطر، بعدما كشفت الدراسات أن نحو 200 ألف مبنى في إسطنبول غير آمن. كما شُرع في تحديث معايير البناء لتطبيق تقنيات مقاومة للزلازل، مع التركيز على تعزيز البنية التحتية الحيوية مثل الجسور والمستشفيات.

تعزيز قدرات الإيواء والتدريب

وفي السياق ذاته، وسعت السلطات قدرات الإيواء عبر تخصيص المساجد والمدارس والصالات الرياضية كمراكز استقبال مؤقتة للمتضررين، إلى جانب تنفيذ تدريبات ميدانية ومحاكاة لسيناريوهات الكوارث لتعزيز جاهزية فرق الطوارئ والإنقاذ.

التوعية والتعاون الدولي

من جانب آخر، أُطلقت حملات توعية مكثفة لتعريف السكان بكيفية التصرف أثناء الزلازل، كما تم إدراج مفاهيم السلامة الزلزالية ضمن المناهج الدراسية لتعزيز وعي الطلاب من سن مبكرة.

وفي إطار تعزيز إمكاناتها، لم تغفل تركيا أهمية التعاون الدولي، إذ تلقت دعماً من عدة دول ومنظمات دولية، شمل توفير معدات وتقنيات حديثة متخصصة في إدارة الكوارث.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى