
تعاني العديد من الدول من تراجع سكاني وشيخوخة مجتمعية، مما دفع حكوماتها إلى إطلاق مبادرات لجذب سكان جدد.
تستهدف هذه المبادرات سد الفجوة في القوى العاملة وتعزيز النمو الاقتصادي. نستعرض في هذا التقرير أبرز الدول التي تقدم حوافز للمهاجرين، بالإضافة إلى تفاصيل حول المبادرات الحالية.
1. ألمانيا: البحث عن 288 ألف عامل سنويًا حتى 2040
تواجه ألمانيا تحديًا سكانيًا يتطلب تدفقًا مستمرًا من العمال الأجانب. وفقًا لدراسة من مؤسسة “برتلسمان”، تحتاج البلاد إلى حوالي 288 ألف عامل أجنبي سنويًا حتى عام 2040 لسد فجوة القوى العاملة.
هذا النقص قد يؤدي إلى تراجع عدد العاملين من 46.4 مليون إلى 41.9 مليون بحلول عام 2060، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد.
للاستجابة لذلك، تدرس الحكومة الألمانية خطوات عملية لتحسين بيئة استقبال المهاجرين، تشمل تبسيط إجراءات التأشيرات وتقديم مزايا جاذبة.
2. إيطاليا: منح مالية لجذب السكان الجدد
في إيطاليا، أطلقت بعض القرى في الجنوب الإيطالي برامج تشجيعية لجذب السكان.
على سبيل المثال، مدينة “كانديلا” تقدم منحًا مالية تصل إلى 2000 يورو للمهاجرين الذين يختارون الإقامة فيها. تسعى هذه المبادرة لإحياء المدن المهجورة وتعويض النقص السكاني.
3. اليابان: حوافز لإعادة توزيع السكان
تعاني اليابان من اكتظاظ حضري في المدن الكبرى، في حين تشهد المناطق الريفية فراغًا سكانيًا.
لمواجهة ذلك، تقدم الحكومة اليابانية إعانات إسكان ومنحًا مالية للذين يقررون الانتقال إلى المناطق الريفية، بالإضافة إلى مساعدتهم في الحصول على فرص عمل، ضمن خطة وطنية لإعادة توزيع السكان.
4. البرتغال: حوافز ضريبية للمستثمرين والمتقاعدين
تقدم البرتغال حوافز ضريبية وتسهيلات عقارية للمستثمرين والمتقاعدين الراغبين في الاستقرار في البلاد.
هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي عبر جذب السكان الجدد، خاصة في مناطق أقل كثافة سكانية.
5. اليونان وإسبانيا: سكن مجاني ومنح مالية
في اليونان، تمنح العائلات الشابة التي تنتقل إلى بعض الجزر النائية سكنًا مجانيًا ومنحًا مالية كجزء من محاولة لإعادة الحياة لتلك المناطق.
أما في إسبانيا، فإن بعض القرى الريفية مثل “بونجا” تقدم مبالغ تصل إلى 3000 يورو للعائلات التي تقيم لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى منح مالية لكل طفل يولد هناك.
6. سويسرا: عرض مغرٍ في قرية ألبينين
تقدم سويسرا عرضًا مغريًا في قرية ألبينين، حيث تعرض 50 ألف فرنك سويسري لكل أسرة تقيم هناك لمدة لا تقل عن عشر سنوات، يشمل العرض الأفراد والأسر، حتى أولئك الذين يخططون للاستثمار العقاري في القرية.
التحديات والفرص
رغم أن هذه العروض تبدو جذابة، إلا أنها مشروطة بالإقامة لفترات طويلة والاندماج في المجتمعات المحلية، كما يشير خبراء الهجرة إلى ضرورة دراسة الجوانب الثقافية واللغوية وتكاليف المعيشة قبل اتخاذ قرار الانتقال.
تستمر الدول في تقديم مزايا مغرية للمهاجرين في محاولة لمواجهة التحديات السكانية والاقتصادية. ولكن، يتطلب الانتقال إلى هذه الدول دراسة دقيقة للفرص والتحديات التي قد يواجهها المهاجرون في تلك المجتمعات.