الدعم السريع تسيطر على «بروش» وتوسع نفوذها بشرق شمال دارفور

واصلت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تقدمها في إقليم دارفور غرب السودان، حيث أعلنت اليوم الأحد سيطرتها على منطقة بروش الواقعة شرقي ولاية شمال دارفور، في خطوة تعكس مساعيها لتوسيع رقعة نفوذها في المنطقة الاستراتيجية.
وبثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة من محلية أم كدادة تظهر انتشارها في المنطقة عقب اشتباكات ضارية مع قوات المقاومة الشعبية، وسط دمار واسع وحرائق طالت المنشآت والمنازل، كما وثّقته الصور المتداولة.
تعزيز للنفوذ في ظل اشتعال دارفور
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية الدعم السريع لتثبيت سيطرتها في دارفور، لا سيما بعد استيلائها قبل أيام على رئاسة محلية أم كدادة.
ويأتي هذا التقدم في وقت يشهد فيه السودان توترات متصاعدة مع تحرك الجيش السوداني في شمال كردفان وإعلانه عن نية التوجه نحو دارفور.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت الأسبوع الماضي على مخيم زمزم الكبير للنازحين في شمال دارفور، في هجوم وصف بالأعنف منذ أشهر، أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، وتشريد نحو 400 ألف آخرين، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
نحو حكومة موازية؟
تسعى قوات الدعم السريع – وفق محللين – إلى بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لما لها من أهمية عسكرية وسياسية، في إطار ما يعتقد أنه تحضير لإعلان حكومة موازية للسلطة القائمة، خاصة في ظل التدهور المستمر للوضع الأمني والسياسي في البلاد.
جذور الصراع ومأساة النازحين
تعود جذور قوات الدعم السريع إلى مليشيات الجنجويد التي نشأت في دارفور مطلع الألفية الجديدة، والتي ارتكبت انتهاكات واسعة أدت إلى ظهور مخيمات نزوح كبرى مثل مخيم زمزم الذي أصبح لاحقاً مأوى لعشرات الآلاف.
يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اندلعت في أبريل 2023 بعد خلافات على خطط دمج القوتين ضمن هيكل عسكري موحد، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتهجير ملايين آخرين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.