الولايات المتحدة تطالب إيران بالكشف الكامل عن برنامجها النووي قبل التوصل لأي اتفاق

أكد مسؤول أميركي أن إيران لم تقدم بعد توضيحًا حاسمًا بشأن استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بالتزامن مع انطلاق الجولة الثانية من المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي تستضيفها العاصمة الإيطالية روما اليوم السبت.
وأوضح المسؤول، في تصريحات نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال، أن بناء الثقة بين الجانبين يتطلب التزامًا شفافًا من جانب إيران تجاه الوكالة الدولية، مضيفًا أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتضمن جردًا شاملاً للبنية التحتية النووية الإيرانية.
وأشار إلى أن تقديم إيران معلومات دقيقة ومفصلة عن أنشطتها النووية يُعد شرطًا أساسيًا لضمان التزامها بأي اتفاق قد يُبرم لاحقًا، مؤكدًا أنه “من غير الممكن ضمان الالتزام الإيراني دون معرفة قدراتها النووية الحقيقية”.
محادثات روما: جدول زمني وإطار عام لاتفاق محتمل
وبحسب مصادر مطلعة للصحيفة ذاتها، فإن جولة المحادثات الجارية في روما تبحث وضع جدول زمني واضح للتوصل إلى اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران، وقد تسفر هذه الجولة عن بلورة إطار عام للاتفاق المنتظر.
ويشارك في هذه المباحثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فيما تلعب سلطنة عُمان دور الوسيط بين الطرفين.
وتُعد هذه الجولة ثاني لقاء رفيع المستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب.
غروسي: إيران تقترب من امتلاك القنبلة النووية
وفي السياق ذاته، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، من أن إيران “ليست بعيدة” عن حيازة سلاح نووي.
وأضاف أن الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق أصبح محدودًا جدًا، مشيرًا إلى أن المحادثات الحالية وصلت إلى مرحلة مفصلية.
وكانت إيران قد التزمت ببنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لمدة عام واحد بعد انسحاب الولايات المتحدة، قبل أن تبدأ تدريجيًا في خرق التزاماتها.
وتقوم طهران حاليًا بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تتجاوز بكثير الحد المسموح به في الاتفاق السابق البالغ 3.67%، لكنها لا تزال دون النسبة المطلوبة للأسلحة النووية، وهي 90%.
خلفية الاتفاق النووي ومسار التصعيد
جدير بالذكر أن الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى كان يهدف إلى رفع العقوبات الدولية مقابل تقليص البرنامج النووي الإيراني، غير أن الانسحاب الأميركي منه في عهد ترامب أدى إلى تصاعد التوترات وتدهور فرص الدبلوماسية حتى استُؤنفت مؤخراً بشكل حذر.