تقارير

من جذور فلسطينية إلى حليف استراتيجي لواشنطن: بوقيلة يضع السلفادور في قلب المعادلة الأميركية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استقباله، يوم الاثنين المقبل، لرئيس السلفادور نجيب بوقيلة، الذي ينحدر من أصول فلسطينية، وذلك تقديرًا لدوره المحوري في دعم سياسات الهجرة الأميركية واحتجاز مئات من “أعداء الولايات المتحدة الأجانب” في سجون بلاده.

ويأتي هذا اللقاء على خلفية صفقة أبرمتها إدارة ترامب منتصف مارس الماضي، تنص على ترحيل أكثر من 200 مهاجر غير شرعي إلى السلفادور مقابل دعم مالي يبلغ 6 ملايين دولار، حيث تم إيداع المرحّلين في “مركز مكافحة الإرهاب” الأحدث والأشد حراسة في أميركا الوسطى.

الرئيس ترامب أثنى على بوقيلة عبر منصته “تروث سوشيال”، وكتب: “بوقيلة قبل بسخاء احتجاز بعض من أخطر أعداء الولايات المتحدة، وهم الآن تحت سيطرة السلفادور… لن يهددوا مواطنينا مرة أخرى”.

السلفادور: شريك نموذجي في ملفات الأمن والهجرة

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت أن الزيارة ستتناول تعزيز التعاون الأمني، وسبل توسيع استخدام سجون السلفادور لاحتجاز مجرمين من عصابات دولية مثل MS-13 وTren de Aragua، كما وصفت النموذج السلفادوري بأنه “مثالي” في التعامل مع قضايا الهجرة والجرائم العابرة للحدود.

وأشارت تقارير إلى أن واشنطن تدرس الاستعانة بسجون السلفادور كمراكز احتجاز مؤقتة لمجرمين أميركيين، في ظل تصريحات سابقة لترامب حول إمكانية ترحيل مرتكبي الجرائم العنيفة من الأميركيين إلى دول أخرى.

وكان بوقيلة قد عرض في يناير الماضي توفير جزء من نظام السجون في بلاده للولايات المتحدة مقابل رسوم منخفضة، في خطوة لاقت ترحيبًا أميركيًا واسعًا، وترجمت إلى اتفاقيات تنص على تسليم المجرمين من عصابات دولية واحتجازهم في مركز CECOT الضخم، الذي يتسع لأكثر من 40 ألف سجين.

من أخطر بلد إلى الأكثر أمانًا

الصعود اللافت لبوقيلة لم يقتصر على العلاقات الخارجية، بل امتد إلى الداخل السلفادوري، حيث حقق طفرة في مؤشرات الأمن. ففي عام 2023، سجلت البلاد 154 جريمة قتل فقط، مقارنة بـ2390 جريمة في 2019، العام الذي تولى فيه بوقيلة الرئاسة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن هذا التحول الأمني جاء نتيجة سياسات الطوارئ التي اتبعها بوقيلة لمكافحة العصابات، مما جعل السلفادور في 2024 الدولة الأكثر أمانًا في نصف الكرة الغربي، بمعدل 1.9 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة فقط.

بوقيلة في عيون واشنطن: صديق قوي وحليف أمني

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وصف الرئيس السلفادوري بأنه “أقوى زعيم أمني في المنطقة”، مشيدًا بتعاونه الاستخباراتي لملاحقة عناصر العصابات الدولية، كما أشادت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بجهود بوقيلة خلال زيارتها الأخيرة لمركز CECOT.

وتشهد العلاقات بين ترامب وبوقيلة تنسيقًا وثيقًا، مع اتصالات شبه دائمة تعكس حجم الشراكة الجديدة بين الطرفين، في وقت تتحول فيه السلفادور إلى حليف استراتيجي لا غنى عنه للولايات المتحدة في ملفات الأمن والهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى