الصين تحجب الحديث عن الرسوم الجمركية على منصات التواصل

في ظل اشتداد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ووسط فرض واشنطن رسومًا جمركية ضخمة بلغت 104% على السلع الصينية، اندلع صراع من نوع جديد – هذه المرة على جبهات التواصل الاجتماعي.
فقد انتشر على المنصات الصينية، خاصة “ويبو”، عدد كبير من الفيديوهات الساخرة التي تناولت النزاع التجاري بأسلوب ساخر، فيما تصدرت الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة قوائم المحتوى الأكثر تداولًا.
كما لاقت الوسوم التي تتحدث عن “نقص البيض” في أمريكا رواجًا واسعًا، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.
تشديد الرقابة الرقمية
وفي خطوة موازية، اتخذت السلطات الصينية إجراءات رقابية صارمة، تمثلت في حجب عمليات البحث عن مصطلحات مثل “الرسوم الجمركية” أو الرقم “104” عبر منصة ويبو، حيث ظهرت رسائل خطأ بدلًا من نتائج البحث.
كما طالت الرقابة منصة “وي تشات”، إذ تم حذف منشورات عديدة لشركات صينية ناقشت الآثار السلبية للرسوم الأمريكية الأخيرة.
وظهرت على المحتوى المحذوف إشارات تنبيه تؤكد أن “المحتوى يُشتبه في انتهاكه للقوانين والسياسات المعمول بها في الصين”.
من البيض إلى التجارة
وفي إطار حملة مضادة إعلامية، أطلقت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV) وسمًا بعنوان:
#UShastradewarandaneggshortage،
مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تُظهر العداء علنًا من خلال فرض الرسوم على الصلب والألمنيوم الأوروبي، بينما تتوسل سرًا للحصول على البيض من هذه الدول.
وسمحت الرقابة الصينية بنشر تعليقات ساخرة تصور واشنطن على أنها شريك تجاري متقلب وغير مسؤول، في الوقت الذي تواصل فيه وسائل الإعلام الصينية الترويج لثبات موقف بكين.
بدائل تصديرية
من جهته، صرّح المحامي الصيني الشهير بانغ جيولين، الذي يتابعه أكثر من 10.5 مليون شخص على ويبو، بأن حصة الصين التصديرية إلى الولايات المتحدة لن تضيع، بل ستُعوّض بدول أخرى كالهند وفيتنام.
وكانت بكين قد أعلنت قبل أيام عن رسوم مضادة على السلع الأمريكية، مؤكدة أنها ستتصدى لما وصفته بـ”الابتزاز والضغط الأمريكي”.
وجاء الرد الأمريكي سريعًا، حيث أعلن الرئيس ترامب يوم الأربعاء عن رفع جديد للرسوم الجمركية على الواردات الصينية لتصل إلى 125%.