تقارير

تحليل لأحمد سعد: هل تتجاهل الصحف العالمية مصر بشكل متعمد؟

بعد طوفان الأقصى، أصبحت الأمور أكثر وضوحًا: لماذا لا ترى الصحف العالمية الأحداث الكبرى في مصر؟ لماذا لا تُغطى الزيارات الهامة مثل زيارة ماكرون؟

أشار الكاتب الصحفي المصري، أحمد سعد، إلى أن هذا التجاهل المتكرر من الصحف العالمية تجاه مصر ليس فقط في تغطية الأحداث السياسية الكبرى، بل يشمل أيضًا الدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة والعالم، وهو دور لا يُعطى حقه من الاهتمام في الإعلام الدولي.

لكن لماذا يحدث هذا؟ ولماذا لا تُغطى مصر كما يجب؟

التوجهات الإعلامية الغربية

وذكر الكاتب أن الإعلام الغربي غالبًا ما يختار تغطية الأخبار التي تتماشى مع السرد الغربي السائد عن منطقة الشرق الأوسط. مصر، رغم دورها الكبير في السياسة الإقليمية وحلولها الوسطية بين القوى الكبرى، لا تحظى بتغطية كبيرة. ربما لأن الأحداث التي تتناولها مصر قد تتعارض مع الصورة التي تحاول بعض القوى الغربية رسمها عن المنطقة، أو قد تزعج بعض الأطراف الدولية التي لها مصالح خاصة.

التركيز على القصص المثيرة للجدل

في سياق تحليله، أوضح الكاتب أن الإعلام العالمي غالبًا ما يركز على القصص المثيرة التي تتماشى مع سرد معين، مثل الصراعات أو الفوضى، أكثر من تغطية الإنجازات السياسية أو الدبلوماسية. هذا التجاهل يمتد إلى الزيارات الكبرى، مثل زيارة ماكرون إلى القاهرة، والتي رغم أهميتها على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، لم تُغطَّ بالشكل المناسب. الصحف العالمية تفضل تسليط الضوء على الفوضى والصراعات في دول أخرى مثل سوريا أو لبنان.

التجاهل لدور مصر في السياسة الإقليمية

ولفت الكاتب إلى أن مصر اليوم هي القوة الأولى في الشرق الأوسط، وهي لا تقتصر على دورها الإقليمي فحسب، بل تمتد تأثيراتها إلى الساحة الدولية. من وساطتها في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى موقفها الثابت في مواجهة الإرهاب، مصر تمثل ثقلًا سياسيًا مؤثرًا. ورغم ذلك، يتم التغاضي عن هذا الدور في كثير من الأحيان، في حين تبرز أخبار مشابهة من دول أخرى في المنطقة.

الرؤية الغربية ومصر

وذكر الكاتب أن السبب الأكبر وراء هذا التجاهل قد يكمن في أن الإعلام الغربي لا يتماشى مع الرؤية السياسية التي تقدمها الحكومة المصرية. السياسات الاستقلالية التي تتبناها مصر، وخاصة قراراتها السيادية في علاقاتها مع القوى الكبرى، غالبًا ما تتسبب في تقليل التغطية الإعلامية للأحداث التي تمثل فيها مصر “الزعيم الإقليمي” الأول في الشرق الأوسط.

في نهاية تحليله أكد الكاتب أحمد سعد أن تجاهل الصحف العالمية للأحداث الكبرى في مصر ليس مجرد مصادفة. مصر، رغم إنجازاتها الكبيرة ودورها المحوري في الشرق الأوسط، تجد نفسها في كثير من الأحيان خارج دائرة الضوء الإعلامي العالمي. ولكن الحقيقة واضحة: مصر هي القلب النابض للشرق الأوسط، وهي من تحدد الكثير من ملامح المستقبل في المنطقة.

علينا أن نتوقف عن البحث عن الاعترافات الخارجية، لأننا نعلم تمامًا حجم تأثيرنا وقدرتنا على بناء مستقبل أفضل بأنفسنا.

المصدر
أحمد سعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى