كشفت هيئة البث الإسرائيلية، يوم السبت 5 أبريل 2025، عن تقديم مصر مقترحًا جديدًا في إطار الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة بشأن قطاع غزة. ووصفت الهيئة المقترح المصري بأنه “حل وسط” بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين الطرفين، والوصول إلى اتفاق يفضي إلى تهدئة الأوضاع المتفجرة في القطاع.
تصعيد عسكري إسرائيلي في الشجاعية وخان يونس
بالتزامن مع المبادرة المصرية، شهد قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا واسع النطاق، حيث أفاد مراسلو بتقدم آليات ودبابات الجيش الإسرائيلي شرق حي الشجاعية في ساعات الصباح الأولى من يوم السبت.
وواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف ضرباته الجوية والمدفعية، مستهدفًا مناطق متفرقة في خان يونس، وشرق مدينة غزة، ورفح، مما أسفر عن دمار واسع ووقوع إصابات في صفوف المدنيين.
عملية برية لتوسيع السيطرة والضغط العسكري
أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية في حي الشجاعية، شمال قطاع غزة، تهدف إلى توسيع ما وصفها بـ”المنطقة الأمنية” والضغط عسكريًا على حركة حماس، ضمن مساعيه لاستعادة الأسرى الإسرائيليين.
وأشار بيان الجيش إلى أن قوات اللواء 401 قامت بتوسيع نطاق السيطرة شمالًا، إلى جانب تدمير بنى تحتية تعود لحركة حماس.
نزوح جماعي بسبب أوامر الإخلاء والقصف العنيف
نتيجة الأوامر التي أصدرتها إسرائيل بإخلاء عدد من الأحياء، شهدت مناطق الشجاعية والزيتون شرق غزة موجة نزوح قسري كبيرة.
مئات العائلات الفلسطينية أُجبرت على مغادرة منازلها، حاملين ما تيسر من متاعهم، وتوجهوا نحو وسط وغرب المدينة بحثًا عن مأوى آمن.
المراسلون في الميدان وصفوا المشهد بأنه موجة نزوح إنساني مأساوية تتكرر بفعل استمرار العمليات العسكرية.
من جهتها، صرّحت حركة حماس بأن ما يقارب نصف المحتجزين الإسرائيليين محتجزون في مناطق دعت إسرائيل مؤخرًا لإخلائها.
وأكدت الحركة أنها لن تنقل الأسرى من مواقعهم الحالية، لكنها أشارت إلى أن الوضع الأمني الذي يعيشونه “شديد الخطورة”، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم.
خطة إسرائيلية لاجتياح شامل بدعم حكومي
وفي تطور لافت، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن خطة عسكرية إسرائيلية تهدف إلى اجتياح شامل للقطاع، وتنفيذ احتلال طويل الأمد، بهدف القضاء نهائيًا على ما تبقى من قواعد حركة حماس.
ويقود هذه الخطة رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، الذي يسعى إلى تحقيق نصر ميداني حاسم قبل أي تسوية سياسية. وتلقى هذه الخطة دعمًا مباشرًا من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تحركات أمريكية ومباحثات مرتقبة
على الصعيد الدبلوماسي، يُنتظر أن يصل مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل، في إطار جهود التوسط لصفقة تبادل ووقف إطلاق نار.
ووفقًا لموقع “أكسيوس”، فإن ويتكوف سيعقد اجتماعًا مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في أبو ظبي.
وقد تشمل جولته زيارات إلى كل من الدوحة والقاهرة، في حال حدوث تقدم في المفاوضات، مع تطلع الولايات المتحدة لإقناع حماس بالإفراج عن خمسة أسرى أحياء على الأقل.
نتنياهو يستعد لزيارة البيت الأبيض
من المتوقع أيضًا أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن يوم الإثنين المقبل، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر مطلعة.
وفي حال تمت الزيارة، سيكون نتنياهو أول زعيم أجنبي يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصيًا منذ إعادة انتخابه، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل إلغاء بعض الرسوم الجمركية ضمن تفاهمات ثنائية أوسع.
