تصعيد في الخرطوم: الجيش يستعيد السيطرة والدعم السريع تنفذ هجمات انتقامية

يواصل الجيش السوداني تقدمه في العاصمة بعد الإعلان عن سيطرته الكاملة على مدينة الخرطوم، حيث بدأ في تنفيذ عمليات تمشيط واسعة داخل الأحياء لتطهيرها من فلول قوات الدعم السريع.

هذه العمليات تأتي بعد معركة القصر الرئاسي التي شكلت تحولًا استراتيجيًا في المواجهات الدائرة، ما مهد الطريق لاستعادة المواقع السيادية والمرافق الحكومية في العاصمة.

 هجمات انتقامية وسقوط عشرات الضحايا

في سياق التطورات الميدانية، كشف الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، عن ضبط أسلحة ثقيلة تشمل دبابات وطائرات مسيرة ومدافع تركتها قوات الدعم السريع بعد انسحابها من جنوب الخرطوم.

لكن قبل انسحابها، نفذت قوات الدعم هجمات مدفعية عنيفة استهدفت قرى الجموعية، مما أسفر عن مقتل 45 مدنيًا بينهم نساء وأطفال. شهود العيان أكدوا أن هذه الهجمات كانت انتقامية، حيث استهدفت المدنيين خلال انسحاب الدعم السريع نحو الريف الجنوبي لأم درمان.

اكتشاف مجازر ومقتل معتقلين بسبب الجوع والعطش

لم تتوقف المآسي عند القصف المدفعي، حيث وثقت مقاطع فيديو وفاة العشرات من المعتقلين في منطقة جبل أولياء بعد أن حُبسوا داخل إحدى المدارس ومنع عنهم الطعام والماء. الجيش والأهالي عثروا على عدة مواقع ارتُكبت فيها مجازر إنسانية، مما أثار موجة من الغضب والتنديد.

 تصريحات متضاربة حول انسحاب الدعم السريع

في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر عسكرية أن الدعم السريع نفذت انسحابًا من مواقعها في الخرطوم وجبل أولياء، نفى اللواء عبدالمنعم عبدالباسط، قائد سيطرة سنار، هذه الرواية، مشددًا على أن الدعم السريع لم تنسحب طوعًا، بل فرت مهزومة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها.

 تشديد الإجراءات الأمنية وتحذيرات للمواطنين

مع استعادة الجيش للسيطرة على العاصمة، أصدرت لجنة الأمن في ولاية الخرطوم توجيهات صارمة لكافة القوات النظامية بالانتشار في المدينة وتأمين المنشآت الحيوية.

كما حذرت السلطات المواطنين من التجمعات العامة وأداء صلاة العيد داخل المساجد، بسبب المخاوف من استهدافهم من قبل الدعم السريع، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة في تنفيذ هجماتها.

 إعادة فتح الطرق وتصاعد أعمدة الدخان من معاقل الدعم السريع

بعد عامين من الإغلاق، بدأت بعض الطرقات الرئيسية في الخرطوم تُفتح أمام المارة والمركبات، ما يشير إلى عودة تدريجية للحياة في المدينة.

لكن في الوقت ذاته، ما زالت أعمدة الدخان تتصاعد من مواقع الدعم السريع، التي أعلنت أنها بصدد إعادة تموضع قواتها استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهات.