تقارير

الذكاء الاصطناعي يحسم مستقبل المنافسة بين الولايات المتحدة والصين

يرى المحللان الأميركيان ديوي مورديك ووليام هاناس أن المنافسة الجارية بين الولايات المتحدة والصين تختلف عن أي تحدٍّ سابق واجهته واشنطن، حيث تمتد إلى الاقتصاد، التكنولوجيا، النفوذ العالمي، والطموحات الجيوسياسية.

وفي تحليلهما المنشور في مجلة ناشونال إنتريست، أشارا إلى أن السياسات الأميركية الحالية تفتقر إلى رؤية استراتيجية متماسكة، حيث تعتمد واشنطن على العقوبات الاقتصادية والتهديد العسكري، لكن هذه الأساليب لم تعد كافية أمام الصعود الصيني، خاصة مع ردّ الفعل المتأخر للولايات المتحدة بدلاً من اتباع نهج استباقي.

الذكاء الاصطناعي: نقطة الحسم في المنافسة الجيوسياسية

يرى الخبراء أن السباق نحو الهيمنة التكنولوجية، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، سيكون العامل الحاسم في التفوق الجيوسياسي والاقتصادي.

وبينما تواصل واشنطن فرض قيود على صادرات التكنولوجيا للصين، فإن بكين تطور استراتيجيات ذاتية لتعزيز قدرتها التكنولوجية، عبر إنشاء مئات مراكز الأبحاث وسلاسل صناعية متكاملة لدعم الابتكار المحلي.

وأشار التقرير إلى أن الصين نجحت في توجيه استثماراتها نحو الأبحاث التطبيقية، حيث لا تكتفي فقط بتطوير الاكتشافات العلمية، بل تحوّلها بسرعة إلى منتجات وتقنيات قابلة للاستخدام التجاري، مما يمنحها ميزة تنافسية على الولايات المتحدة.

 واشنطن مطالبة باستراتيجيات جديدة لمواجهة الصين

يقترح المحللان ثلاثة محاور رئيسية لتمكين الولايات المتحدة من مواجهة التحدي الصيني بفعالية:

1. الاستثمار في تنمية المواهب والبحث والتطوير

– ضخ استثمارات عامة وخاصة في العلوم والتكنولوجيا.

– تعزيز التعليم الصناعي لتوفير مهارات عملية، وليس فقط أكاديمية.

2. عدم الاعتماد على التفوق التكنولوجي وحده

– تطوير سياسات تحول الاكتشافات العلمية إلى تطبيقات صناعية وتجارية.

– إنشاء مراكز أبحاث متكاملة على غرار النموذج الصيني لدعم الشركات الناشئة والمشروعات التكنولوجية.

3. تحسين جمع وتحليل البيانات حول التطور التكنولوجي الصيني

– تطوير آلية استخباراتية متقدمة لرصد الأبحاث العلمية الصينية وتحليلها.

– توظيف المعلومات لدعم قرارات الاستثمار والأمن القومي الأميركي.

هل تستطيع واشنطن تجاوز سياسة “كبح الصين”؟

يخلص التقرير إلى أن محاولة وقف صعود الصين ليست حلاً فعالاً، إذ أن المنافسة الفعلية يجب أن تتركز على إعادة بناء القوة الإنتاجية الأميركية، وخلق فرص جديدة لجميع المواطنين، بدلًا من الاكتفاء بردود فعل آنية تجاه تحركات الصين.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل ستتمكن واشنطن من تطوير استراتيجيات جديدة للحفاظ على تفوقها العالمي؟ أم أن بكين ستنجح في إزاحة الولايات المتحدة من موقع الريادة؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المشهد الجيوسياسي القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى