كوريا الشمالية تهدد برد ساحق على المناورات العسكرية بين سيول وواشنطن وطوكيو

نددت كوريا الشمالية، اليوم الثلاثاء، بالمناورات البحرية الثلاثية التي أجرتها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ووصفتها بأنها تصعيد خطير للتوترات في المنطقة.
وحذرت بيونغ يانغ من أنها سترد بشكل “ساحق وحاسم” على أي استفزازات قد تصدر عن الدول التي وصفتها بالمعادية.
وجاء هذا التحذير في تعليق نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، أكدت فيه أن التدريبات العسكرية التي جرت الأسبوع الماضي في المياه الدولية قبالة جزيرة جيجو الجنوبية في كوريا الجنوبية تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار شبه الجزيرة الكورية.
تفاصيل المناورات البحرية الثلاثية
أُجريت المناورات من الاثنين إلى الخميس الماضي، وهي الأولى من نوعها خلال العام الجاري، كما أنها الأولى منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير الماضي.
وشاركت في التدريبات حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس كارل فينسون”، إلى جانب سفن عسكرية من كوريا الجنوبية واليابان، وذلك في إطار تعزيز الردع ضد التهديدات العسكرية الكورية الشمالية، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء كوريا الجنوبية “يونهاب”.
تصعيد التوترات الإقليمية
واعتبرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن هذه المناورات تزيد من حدة التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة إلى أقصى مستوياتها.
كما أشارت إلى أن هذه التدريبات جاءت بالتزامن مع المناورات السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، المعروفة باسم “درع الحرية”، مما يُظهر، وفقًا لبيونغ يانغ، تنسيقًا عسكريًا متزايدًا بين واشنطن وحلفائها الإقليميين ضد كوريا الشمالية.
اتهامات لواشنطن بالسعي للهيمنة على آسيا والمحيط الهادئ
في سياق انتقادها الحاد، أكدت كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز هيمنتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال التعاون مع حلفائها، متهمة واشنطن بانتهاج سياسات عدائية تتجاوز كل السوابق.
وأوضحت بيونغ يانغ أن مثل هذه التحركات العسكرية قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب في المنطقة، مما يزيد من مخاطر اندلاع مواجهات مسلحة.
تصاعد المخاوف من رد كوري شمالي
مع استمرار بيونغ يانغ في إصدار التهديدات، تزداد المخاوف من احتمال تنفيذها استفزازات عسكرية جديدة، مثل إطلاق صواريخ باليستية أو إجراء تجارب نووية، كرد فعل على هذه المناورات.
ويأتي هذا التصعيد في ظل أجواء متوترة أصلًا بين الكوريتين، مع استمرار كوريا الشمالية في تطوير برامجها العسكرية، ورفضها أي محاولات للحد من قدراتها النووية.
من المتوقع أن تؤدي هذه التوترات إلى مزيد من التحركات العسكرية في المنطقة، حيث تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تعزيز قدرتهم على الردع، بينما تؤكد كوريا الشمالية أنها لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها بأي وسيلة.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه التهديدات ستظل في إطار التصريحات الإعلامية أم ستتحول إلى إجراءات عسكرية فعلية تزيد من تأزم الوضع في شبه الجزيرة الكورية.