جولة جديدة من المفاوضات الأميركية الأوكرانية في الرياض وسط مساعٍ لإنهاء الحرب

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات بين وفدين رفيعي المستوى من أوكرانيا والولايات المتحدة، وذلك ضمن الجهود المستمرة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تأتي هذه المفاوضات بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدت في الأيام الماضية، بما في ذلك الجولة الثالثة من المحادثات الأميركية – الروسية والأميركية – الأوكرانية، التي ركزت على قضايا فنية وأمنية حساسة.
قضايا محورية في المفاوضات
بحثت الجولة السابقة التي عُقدت أمس الاثنين قضايا مختلفة، من بينها:
– حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
– مستقبل الأطفال الأوكرانيين المختطفين خلال الحرب.
– مناقشة وقف جزئي لإطلاق النار، مع استمرار الخلاف حول مدته وشروطه.
وعلى الجانب الآخر، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن اللجان الفنية الروسية والأميركية أنهت اجتماعاتها المغلقة في الرياض، ومن المقرر أن يصدر الكرملين والبيت الأبيض بيانًا مشتركًا حول نتائج هذه المحادثات لاحقًا اليوم.
رفض روسي لمقترح وقف إطلاق النار
ورغم استمرار الجهود الدبلوماسية، رفضت روسيا، الأسبوع الماضي، اقتراحًا قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، لكنها وافقت فقط على تعليق مؤقت للهجمات على البنية التحتية للطاقة. ويُعد هذا الموقف عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.
ترامب: قضايا الأراضي وترسيم الحدود على الطاولة
في حديثه عن المحادثات، قال ترامب أمس الاثنين إن الملفات المطروحة على الطاولة تشمل قضايا حساسة مثل الحدود، وملكية محطات الطاقة، والوضع النهائي للأراضي المتنازع عليها.
وأكد أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، لكنه شدد على ضرورة تحقيق توازن بين المطالب الأوكرانية والروسية لضمان اتفاق مستدام.
تحركات أوروبية موازية لتشكيل قوة حفظ سلام
لقاء عسكري بريطاني – فرنسي لتعزيز الشراكة
في سياق متصل، التقى قادة الجيشين البريطاني والفرنسي في لندن، في مستهل أسبوع حافل بالمحادثات حول تشكيل قوة أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا.
وأوضح رئيس أركان القوات المسلحة البريطانية أن لندن وباريس تعملان على تعزيز شراكة عسكرية أقوى، في ظل تصاعد الجهود الدولية لإيجاد حل دائم للأزمة الأوكرانية.
خطط أوروبية لدعم الاستقرار في أوكرانيا
من المقرر أن تستمر عمليات التخطيط لهذه القوة الأوروبية هذا الأسبوع في مقر القيادة العسكرية البريطانية في نورثوود، حيث يناقش المسؤولون آليات نشر القوات الأوروبية في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
التزام بريطاني بدعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا
أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في كلمة أمام مجلس العموم البريطاني أن بلاده تدعم المفاوضات الدبلوماسية، لكنها لن تتجاهل واقع الحرب. وأوضح أن بريطانيا ستقدم 4.5 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا هذا العام، بالإضافة إلى استمرار التعاون مع فرنسا لضمان استقرار طويل الأمد بعد أي تسوية سياسية محتملة.
مع استمرار المحادثات في الرياض، يبقى السؤال الأكبر ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب، أم أن العقبات السياسية والعسكرية ستُبقي النزاع مستمرًا.
وبينما يواصل المجتمع الدولي جهوده لإيجاد حل، تظل المعركة الدبلوماسية جارية بين واشنطن وموسكو وكييف، في سباق ضد الزمن لتحقيق السلام المنشود.