أطلقت السلطات المصرية حملة مكثفة لمكافحة ظاهرة إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة، والتي يتم تعبئتها وبيعها على أنها جديدة، ما يشكل خطرًا جسيمًا على صحة المستهلكين.
في هذا الإطار، تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة دمياط، بالتعاون مع مديرية التموين والتجارة الداخلية، من ضبط مصنع غير مرخص يعمل في تعبئة الزيوت مجهولة المصدر، خلال حملة ميدانية واسعة استهدفت القضاء على هذه التجارة غير القانونية.
تفاصيل ضبط مصنع لإعادة تدوير الزيوت المغشوشة
أوضح محمود جمعة، مسؤول بمديرية التموين والتجارة الداخلية في دمياط، أن الحملة أسفرت عن ضبط “ورشة” غير مرخصة تقوم بتعبئة زيوت طعام مجهولة المصدر، حيث تم العثور داخلها على ما يقارب 3 أطنان من الزيوت المغشوشة، بالإضافة إلى مئات الكيلوغرامات من الطحينة.
كما تم العثور على براميل حديدية ضخمة متصلة بمواسير وصنابير تستخدم في إعادة تعبئة الزيوت داخل عبوات فارغة، دون أي بيانات تجارية أو تواريخ إنتاج وصلاحية.
خطط لتوسيع الحملة وضبط السيارات المتورطة
أشار جمعة إلى أن الحملة ستتوسع خلال الفترة المقبلة لاستهداف السيارات الجائلة التي تجوب الشوارع لجمع زيوت الطهي المستعملة من المنازل، بزعم استخدامها في تصنيع الصابون.
غير أن التحقيقات كشفت أن هذه الزيوت تمر بعملية “تنظيف” باستخدام النشا المخلوط بالماء، ليتم تصفيتها وإعادتها إلى شكلها الأصلي قبل تعبئتها وبيعها في الأسواق كزيوت جديدة.
المخاطر الصحية لاستهلاك الزيوت المهدرجة
يحذر خبراء التغذية من خطورة استخدام الزيوت المعاد تدويرها، حيث أكد محمد وحيد، خبير التغذية العلاجية بوزارة الصحة، أن هذه الزيوت تشكل “موتًا صامتًا”، خاصة أنها تُستخدم بكثرة في المطاعم الشعبية ومحلات “الفرايد تشيكن”، حيث يتم قلي الأطعمة مثل الفلافل والبطاطس بها.
وأوضح أن هذه الزيوت تحتوي على دهون مهدرجة تسبب ارتفاع الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر انسداد الشرايين والإصابة بالجلطات، حتى لدى الشباب.
احتيال على المستهلكين واستهداف للأسواق
إلى جانب ترويج هذه الزيوت للمطاعم، يتم خداع بعض محلات البقالة والسوبر ماركت عبر تعبئتها في زجاجات تحمل علامات تجارية لشركات معروفة، ما يجعلها تبدو كمنتجات أصلية
إجراءات قانونية صارمة لمواجهة الظاهرة
تواجه المصانع المتورطة في إعادة تدوير الزيوت المغشوشة اتهامات جنائية بموجب القانون المصري، الذي يجرم الاتجار في مواد غذائية غير مصرح بها، بالإضافة إلى تهم الغش التجاري والاتجار بمنتجات مضرة بالصحة العامة.
كما تتخذ الحكومة إجراءات صارمة ضد المنشآت غير المرخصة التي تستغل قطاع الصناعات الغذائية بطرق غير قانونية.
تحذيرات ودعوات لتشديد الرقابة
مع تزايد استخدام الزيوت المهدرجة المغشوشة، يدعو الخبراء إلى تشديد الرقابة على الأسواق والمطاعم، وتوعية المواطنين بضرورة التأكد من مصدر الزيوت المستخدمة في طعامهم.
كما يُنصح المستهلكون بتجنب شراء الزيوت مجهولة الهوية والاعتماد على المنتجات ذات العلامات التجارية الموثوقة لحماية صحتهم من المخاطر المحتملة.
