بغداد تبلغ واشنطن: إيران استخدمت وثائق عراقية لبيع نفطها

في ضوء الاتهامات التي طالت العراق حول تورط شركة تسويق النفط العراقية (سومو) في تصدير نفط إيراني على أنه نفط عراقي لمساعدة طهران في تجاوز العقوبات، كشف وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، عن محادثات أجرتها بغداد مع الجانب الأميركي لتوضيح حقيقة الأمر.
وأوضح عبد الغني أن القوات البحرية الأميركية احتجزت ناقلات نفط إيرانية تحمل وثائق تشير إلى أن الشحنات مصدرها العراق، في حين أنها في الواقع شحنات إيرانية تم تزوير وثائقها لتسهيل بيعها إلى شركات عالمية.
نفي عراقي وتواصل دبلوماسي
وأكد الوزير العراقي أن السلطات العراقية أوضحت للجانب الأميركي تفاصيل القضية، وأكدت عدم وجود أي صلة لبغداد بهذه العمليات غير القانونية، مشيرًا إلى أن واشنطن تفهمت الموقف العراقي.
وكانت معلومات انتشرت خلال الأشهر الماضية تفيد بأن شركة سومو متورطة في تصدير وتهريب النفط الإيراني، مما أثار مخاوف من إمكانية فرض عقوبات أميركية عليها. غير أن الشركة نفت سابقًا أي تورط في هذه القضية.
ضبط سفينة مشبوهة في الخليج
وفي سياق متصل، أعلنت القوات البحرية العراقية في 19 مارس 2025 عن ضبط سفينة مجهولة الهوية في المياه الإقليمية العراقية بالخليج، يشتبه في تورطها في عمليات تهريب وقود، وهو ما يعكس استمرار التحديات التي تواجهها السلطات العراقية في مراقبة الحدود البحرية.
العقوبات الأميركية والتداعيات على قطاع النفط
يذكر أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، فرضت واشنطن عقوبات مشددة على إيران، مستهدفة بشكل خاص قطاع النفط الإيراني. وتحاول طهران منذ ذلك الحين التحايل على هذه العقوبات من خلال أساليب مختلفة، بما في ذلك تغيير مصدر الشحنات وتزوير الوثائق.
هذا التطور يعكس تعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة، حيث تحاول بغداد الحفاظ على توازن دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، مع الحرص على عدم الزج بنفسها في صراعات العقوبات الدولية.