يلعب الحديد دورًا أساسيًا في تكوين الهيموجلوبين، البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين داخل خلايا الدم الحمراء، مما يجعله ضروريًا للحفاظ على نشاط الجسم وصحته.
وعلى الرغم من أهمية تناول نظام غذائي متوازن، فإن بعض العادات الغذائية غير الصحية تؤدي إلى نقص هذا العنصر الحيوي.
كيف يؤثر نقص الحديد على الخلايا
عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الحديد، تصبح خلايا الدم الحمراء أصغر حجمًا وتحمل كميات أقل من الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى تقليل كفاءة نقل الأكسجين. في المراحل المبكرة قد لا تكون الأعراض ملحوظة، لكن مع تفاقم النقص تظهر علامات واضحة أثناء تناول الطعام.
الأعراض الرئيسية لنقص الحديد
يتجلى نقص الحديد من خلال أربعة أعراض رئيسية قد تلاحظها أثناء الوجبات:
– صعوبة البلع: قد تواجه صعوبة في ابتلاع الطعام نتيجة لتغيرات في الفم.
– ألم اللسان: يمكن أن يحدث شعور بالألم أو التهيج في منطقة اللسان.
– تغير حاسة التذوق: قد تلاحظ تغيرًا في نكهة الطعام أو فقدان بعض حواسك المتعلقة بالتذوق.
– الرغبة في تناول مواد غير غذائية: يظهر ما يعرف بظاهرة “البيكا” حيث يشعر المصاب برغبة ملحة لتناول أشياء غير قابلة للأكل.
المضاعفات المحتملة في حال عدم العلاج
إذا تُرك نقص الحديد دون معالجة، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والرئتين، مثل قصور القلب ونقص التروية الدموية، إلى جانب أعراض أخرى تشمل التعب الشديد، ضيق التنفس، وشحوب البشرة.
التغذية ودور النظام الغذائي في علاج النقص
للتصدي لنقص الحديد، ينصح الخبراء بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل:
– الكبد واللحوم الحمراء: رغم ضرورة تجنبها أثناء الحمل.
– البقوليات: مثل الفاصوليا والفول والحمص.
– المكسرات والفواكه المجففة: مثل المشمش المجفف.
– حبوب الإفطار المدعمة ودقيق فول الصويا.
وفي حالات معينة، خاصة بين النباتيين أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية، قد تكون المكملات الغذائية ضرورية لتعويض النقص.
أسباب نقص الحديد
تختلف أسباب نقص الحديد بين الفئات العمرية والجنسية؛ ففي الرجال والنساء بعد انقطاع الطمث، غالبًا ما يكون النزيف من المعدة أو الأمعاء، الناجم عن قرحة أو سرطان أو نتيجة لاستخدام العقاقير غير الستيرويدية، هو السبب الرئيسي.
أما في النساء في سن الإنجاب، فإن فترات الحمل تزيد من احتياج الجسم للحديد، مما يجعل نقصه أمرًا شائعًا إذا لم يتم تعويضه بشكل كافٍ.
نداء للاستشارة الطبية
في حال ملاحظة أي من العلامات المذكورة أثناء تناول الطعام أو ظهور أعراض أخرى مثل الصداع، الطنين، تساقط الشعر أو ظهور تقرحات مؤلمة حول الفم، ينبغي استشارة الطبيب فورًا لتحديد سبب النقص وتلقي العلاج المناسب، إذ أن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر.
بهذا، يؤكد على أهمية الوعي بأعراض نقص الحديد والحرص على اتباع نظام غذائي متوازن وغني بهذا المعدن الضروري لصحة الجسم.
